responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 244

ذكر خلافة عبد اللَّه المأمون بن الرشيد هارون‌

لما قتل أخوه محمد في رابع صفر من سنة ثمان و تسعين و مائة و قيل في المحرم، استوسقت البيعة شرقا و غربا للمأمون: فولى الحسن بن سهل نيابة العراق و فارس و الأهواز و الكوفة و البصرة و الحجاز و اليمن، و بعث نوابه إلى هذه الأقاليم، و كتب إلى طاهر بن الحسين أن ينصرف إلى الرقة لحرب نصر بن شبث، و ولاه نيابة الجزيرة و الشام و الموصل و المغرب. و كتب إلى هرثمة بن أعين بنيابة خراسان. و فيها حج بالناس العباس بن عيسى الهاشمي. و فيها توفى سفيان بن عيينة. و عبد الرحمن ابن مهدي. و يحيى القطان. فهؤلاء الثلاثة سادة العلماء في الحديث و الفقه و أسماء الرجال.

ثم دخلت سنة تسع و تسعين و مائة

فيها قدم الحسن بن سهل بغداد نائبا عليها من جهة المأمون، و وجه نوابه إلى بقية أعماله، و توجه طاهر إلى نيابة الجزيرة و الشام و مصر و بلاد المغرب. و سار هرثمة إلى خراسان نائبا عليها، و كان قد خرج في أواخر السنة الماضية في ذي الحجة منها، الحسن الهرش يدعو إلى الرضى من آل محمد، فجبى الأموال و انتهب الأنعام و عاث في البلاد فسادا فبعث إليه المأمون جيشا فقتلوه في المحرم من هذه السنة. و فيها خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل، بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة، يدعو إلى الرضى من آل محمد، و العمل بالكتاب و السنة، و هو الّذي يقال له ابن طباطبا، و كان القائم بأمره و تدبير الحرب بين يديه أبو السرايا السري بن منصور الشيباني، و قد اتفق أهل الكوفة على موافقته و اجتمعوا عليه من كل فج عميق، و وفدت إليه الأعراب من نواحي الكوفة، و كان النائب عليها من جهة الحسن بن سهل سليمان ابن أبى جعفر المنصور، فبعث الحسن بن سهل يلومه و يؤنبه على ذلك، و أرسل إليه بعشرة آلاف فارس صحبة زاهر بن زهير بن المسيب، فتقاتلوا خارج الكوفة فهزموا زاهرا و استباحوا جيشه و نهبوا ما كان معه، و ذلك يوم الأربعاء سلخ جمادى الآخرة، فلما كان الغد من الوقعة توفى ابن طباطبا أمير الشيعة فجأة، يقال إن أبا السرايا سمه و أقام مكانه غلاما أمرد يقال له محمد بن محمد بن زيد بن على ابن الحسين بن على بن طالب. و انعزل زاهر بمن بقي معه من أصحابه إلى قصر ابن هبيرة، و أرسل الحسن بن سهل مع عبدوس بن محمد أربعة آلاف فارس، صورة مدد لزاهر، فالتقوهم و أبو السرايا فهزمهم أبو السرايا و لم يفلت من أصحاب عبدوس أحد، و انتشر الطالبيون في تلك البلاد، و ضرب أبو السرايا الدراهم و الدنانير في الكوفة، و نقش عليه‌ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا الآية. ثم بعث أبو السرايا جيوشه إلى البصرة و واسط و المدائن فهزموا من فيها من النواب و دخلوها قهرا، و قويت شوكتهم، فأهم ذلك الحسن بن سهل و كتب إلى هرثمة يستدعيه لحرب أبى السرايا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست