responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 237

الخاتم و ولاه ما وراء بابه، و ولاه الحرب و سيره إلى حلوان، فلما وصل إلى الجسر هرب في حاشيته و خدمه فبعث إليه الأمين من يرده، فركبت الخيول وراءه فأدركوه فقاتلهم و قاتلوه فقتلوه لمنتصف رجب، و جاءوا برأسه إلى الأمين، و جدد الناس البيعة للأمين يوم الجمعة، و لما قتل الحسين بن على بن عيسى هرب الفضل بن الربيع الحاجب و استحوذ طاهر بن الحسين على أكثر البلاد للمأمون، و استناب بها النواب، و خلع أكثر أهل الأقاليم الأمين و بايعوا المأمون، و دنا طاهر إلى المدائن فأخذها مع واسط و أعمالها، و استناب من جهته على الحجاز و اليمن و الجزيرة و الموصل و غير ذلك، و لم يبق مع الأمين من البلاد إلا القليل. و في شعبان منها عقد الأمين أربعمائة لواء مع كل لواء أمير، و بعثهم لقتال هرثمة، فالتقوا في شهر رمضان فكسرهم هرثمة و أسر مقدمهم على بن محمد بن عيسى بن نهيك، و بعث به إلى المأمون. و هرب جماعة من جند طاهر فساروا إلى الأمين فأعطاهم أموالا كثيرة، و أكرمهم و غلف لحاهم بالغالية فسموا جيش الغالية. ثم ندبهم الأمين و أرسل معهم جيشا كثيفا لقتال طاهر فهزمهم طاهر و فرق شملهم، و أخذ ما كان معهم. و اقترب طاهر من بغداد فحاصرها و بعث القصاد و الجواسيس يلقون الفتنة بين الجند حتى تفرقوا شيعا، ثم وقع بين الجيش و تشعبت الأصاغر على الأكابر و اختلفوا على الأمين في سادس ذي الحجة فقال بعض البغاددة:

قل لأمين اللَّه في نفسه‌* * * ما شتت الجند سوى الغالية

و طاهر نفسي فدى طاهر* * * برسله و العدة الكافية

أضحى زمام الملك في كفه‌* * * مقاتلا للفئة الباغية

يا ناكثا أسلمه نكثه‌* * * عيوبه في خبثه فاشيه‌

قد جاءك الليث بشداته‌* * * مستكلبا في أسد ضاريه‌

فاهرب و لا مهرب من مثله‌* * * إلا إلى النار أو الهاوية

فتفرق على الأمين شمله، و حار في أمره، و جاء طاهر بن الحسين بجيوشه فنزل على باب الأنبار يوم الثلاثاء لثنتى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، و اشتد الحال على أهل البلد و أخاف الدعار و الشطار أهل الصلاح، و خربت الديار، و ثارت الفتنة بين الناس، حتى قاتل الأخ أخاه للأهواء المختلفة، و الابن أباه، و جرت شرور عظيمة، و اختلفت الأهواء و كثر الفساد و القتل داخل البلد.

و حج بالناس فيها العباس بن موسى بن عيسى الهاشمي من قبل طاهر، و دعا للمأمون بالخلافة بمكة و المدينة، و هو أول موسم دعي فيه للمأمون.

و فيها توفى‌

بقية بن الوليد الحمصي إمام أهل حمص و فقيهها و محدثها.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست