responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 236

من حلوان خندق طاهر على جيشه خندقا و جعل يعمل الحيلة في إيقاع الفتنة بين الأميرين، فاختلفا فرجعا و لم يقاتلاه، و دخل طاهر إلى حلوان و جاءه كتاب المأمون بتسليم ما تحت يده إلى هرثمة بن أعين، و أن يتوجه هو إلى الأهواز. ففعل ذلك. و فيها رفع المأمون وزيره الفضل بن سهل و ولاه أعمالا كبارا و سماه ذا الرئاستين. و فيها ولى الأمين نيابة الشام لعبد الملك بن صالح بن على- و قد كان أخرجه من سجن الرشيد- و أمره أن يبعث له رجالا و جنودا لقتال طاهر و هرثمة، فلما وصل إلى الرقة أقام بها و كتب إلى رؤساء الشام يتألفهم و يدعوهم إلى الطاعة، فقدم عليه منهم خلق كثير، ثم وقعت حروب كان مبدؤها من أهل حمص، و تفاقم الأمر و طال القتال بين الناس، و مات عبد الملك ابن صالح هنالك فرجع الجيش إلى بغداد صحبة الحسين بن على بن ماهان، فتلقاه أهل بغداد بالإكرام، و ذلك في شهر رجب من هذه السنة. فلما وصل جاء رسول الأمين يطلبه فقال: و اللَّه ما أنا بمسامر و لا مضحك، و لا وليت له عملا و لا جبى على يدي مالا، فلما ذا يطلبني في هذه الليلة؟.

ذكر سبب خلع محمد بن زبيدة الأمين‌

(و كيف أفضت الخلافة إلى أخيه عبد اللَّه المأمون) لما أصبح الحسين بن على بن ماهان و لم يذهب إلى الأمين لما طلبه، و ذلك بعد مقدمة بالجيش من الشام، قام في الناس خطيبا و ألبّهم على الأمين، و ذكر لعبة و ما يتعاطاه من اللهو و غير ذلك من المعاصي، و أنه لا تصلح الخلافة لمن هذا حاله، و أنه يريد أن يوقع البأس بين الناس، ثم حثهم على القيام عليه و النهوض إليه، و ندبهم لذلك، فالتف عليه خلق كثير و جم غفير، و بعث محمد الأمين إليه خيلا فاقتتلوا مليا من النهار، فأمر الحسين أصحابه بالترجل إلى الأرض و أن يقاتلوا بالسيف و الرماح، فانهزم جيش الأمين و خلعه و أخذ البيعة لعبد اللَّه المأمون، و ذلك يوم الأحد الحادي عشر من شهر رجب من هذه السنة، و لما كان يوم الثلاثاء نقل الأمين من قصره إلى قصر أبى جعفر وسط بغداد، و ضيق عليه و قيده و اضطهده، و أمر العباس بن عيسى بن موسى أمه زبيدة أن تنتقل إلى هناك فامتنعت فضربها بالسوط و قهرها على الانتقال فانتقلت مع أولادها، فلما أصبح الناس يوم الأربعاء طلبوا من الحسين بن على أعطياتهم و اختلفوا عليه و صار أهل بغداد فرقتين، فرقة مع الأمين و فرقة عليه، فاقتتلوا قتالا شديدا فغلب حرب الخليفة أولئك، و أسروا الحسين بن على ابن عيسى بن ماهان و قيدوه و دخلوا به على الخليفة ففكوا عنه قيوده و أجلسوه على سريره، فعند ذلك أمر الخليفة من لم يكن معه سلاح من العامة أن يعطى سلاحا من الخزائن، فانتهب الناس الخزائن التي فيها السلاح بسبب ذلك، و أمر الأمين فأتى بالحسين بن على بن عيسى فلامه على ما صدر منه فاعتذر إليه بأن عفو الخليفة حمله على ذلك. فعفا عنه و خلع عليه و استوزره و أعطاه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست