نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 235
مات لم يجدوا له من المال سوى ثلاثمائة درهم و ثيابه و أثاثه، و قد كانت وفاته في هذه السنة ببغداد و دفن في مقابر الشونيزى في تل اليهود. و له خمسون سنة. و قيل ستون سنة، و قيل تسع و خمسون سنة.
و قد رآه بعض أصحابه في المنام فقال له: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: غفر لي بأبيات قلتها في النرجس:
تفكر في نبات الأرض و انظر* * * إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات* * * بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات* * * بأن اللَّه ليس له شريك
و في رواية عنه أنه قال: غفر لي بأبيات قلتها و هي تحت وسادتي فجاءوا فوجدوها برقعة في خطه
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة* * * فلقد علمت أن عفوك أعظم
الأبيات. و قد تقدمت. و في رواية لابن عساكر قال بعضهم: رأيته في المنام في هيئة حسنة و نعمة عظيمة فقلت له: ما فعل اللَّه بك؟ قال: غفر لي، قلت: بما ذا و قد كنت مخلطا على نفسك؟
فقال: جاء ذات ليلة رجل صالح إلى المقابر فبسط رداءه و صلى ركعتين قرأ فيهما ألفى قل هو اللَّه أحد ثم أهدى ثواب ذلك لأهل تلك المقابر فدخلت أنا في جملتهم، فغفر اللَّه لي. و قال ابن خلكان:
أول شعر قاله أبو نواس لما صحب أبا أسامة والبة بن الحباب:
حامل الهوى تعب* * * يستخفه الطرب
إن بكى يحق له* * * ليس ما به لعب
تضحكين لاهية* * * و المحب ينتحب
تعجبين من سقمي* * * صحتى هي العجب
و قال المأمون: ما أحسن قوله:
و ما الناس إلا هالك و ابن هالك* * * و ذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت* * * له عن عدو في لباس صديق
قال ابن خلكان: و ما أشد رجاءه بربه حيث يقول:
تحمل ما استطعت من الخطايا* * * فإنك لاقيا ربا غفورا
ستبصر إن قدمت عليه عفوا* * * و تلقى سيدا ملكا كبيرا
تعض ندامة كفيك مما* * * تركت مخافة النار الشرورا
ثم دخلت سنة ست و تسعين و مائة
فيها توفى أبو معاوية الضرير أحد مشايخ الحديث الثقات المشهورين. و الوليد بن مسلم الدمشقيّ تلميذ الأوزاعي. و فيها حبس الأمين أسد بن يزيد لأجل أنه نقم على الأمين لعبة و تهاونه في أمر الرعية، و ارتكابه للصيد و غيره في هذا الوقت. و فيها وجه الأمين أحمد بن يزيد و عبد اللَّه بن حميد ابن قحطبة في أربعين ألفا إلى حلوان لقتال طاهر بن الحسين من جهة المأمون، فلما وصلوا إلى قريب
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 235