نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 233
لا بأعمالنا نطيق خلاصا* * * يوم تبدو السماء فوق الجباة
على أنا على الإساءة و التفريط* * * نرجو من حسن عفو الإله
و قوله:
نموت و نبلى غير أن ذنوبنا* * * إذا نحن متنا لا تموت و لا تبلى
ألا رب ذي عينين لا تنفعانه* * * و ما تنفع العينان من قلبه أعمى
و قوله:
لو أن عينا أوهمتها نفسها* * * يوم الحساب ممثلا لم تطرف
سبحان ذي الملكوت أية ليلة* * * محقت صبيحتها بيوم الموقف
كتب الفناء على البريّة ربها* * * فالناس بين مقدم و مخلف
و ذكر أن أبا نواس لما أراد الإحرام بالحج قال:
يا مالكا ما أعدلك* * * مليك كل من ملك
لبيك إن الحمد لك* * * و الملك لا شريك لك
عبدك قد أهلّ لك* * * أنت له حيث سلك
لولاك يا رب هلك* * * لبيك إن الحمد لك
و الملك لا شريك لك* * * و الليل لما أن حلك
و السابحات في الفك* * * على مجاري تنسلك
كل نبي و ملك و كل من أهل لك* * * سبح أو صلى فلك لبيك إن الحمد لك
و الملك لا شريك لك* * * يا مخطئا ما أجهلك
عصيت ربا عدلك* * * و أقدرك و أمهلك
عجل و بادر أملك* * * و اختم بخير عملك
لبيك إن الحمد لك* * * و الملك لا شريك لك
و قال المعافى بن زكريا الحريري: ثنا محمد بن العباس بن الوليد سمعت أحمد بن يحيى بن ثعلب يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فرأيت رجلا تهمه نفسه لا يحب أن يكثر عليه كأن النيران قد سعرت بين يديه، فما زلت أترفق به و توسلت إليه أنى من موالي شيبان حتى كلمني، فقال: في أي شيء نظرت من العلوم؟ فقلت: في اللغة و الشعر. قال: رأيت بالبصرة جماعة يكتبون عن رجل الشعر، قيل لي هذا أبو نواس. فتخللت الناس ورائي فلما جلست إليه أملى علينا:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل* * * خلوت و لكن في الخلاء رقيب
و لا تحسبن اللَّه يغفل ساعة* * * و لا آثما يخفى عليه يغيب
لهونا عن الآثام حتى تتابعت* * * ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت أن اللَّه يغفر ما مضى* * * و يأذن في توباتنا فنتوب
و زاد بعضهم في رواية عن أبى نواس بعد هذه الأبيات:
أقول إذا ضاقت عليّ مذاهبي* * * و حلت بقلبي للهموم ندوب
لطول جناياتى و عظم خطيئتي* * * هلكت و مالي في المتاب نصيب
و أغرق في بحر المخافة آيسا* * * و ترجع نفسي تارة فتتوب
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 233