responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 232

من اتقى اللَّه فذاك الّذي‌* * * سيق إليه المتجر الرابح‌

فاغد فما في الدين أغلوطة* * * و رح لما أنت له رائح‌

و قد استنشده أبو عفان قصيدته التي في أولها: لا تنس ليلى و لا تنظر إلى هند. فلما فرغ منها سجد له أبو عفان، فقال له أبو نواس: و اللَّه لا أكلمك مدة. قال: فغمني ذلك، فلما أردت الانصراف قال: متى أراك؟ فقلت: أ لم تقسم؟ فقال: الدهر أقصر من أن يكون معه هجر.

و من مستجاد شعره قوله:

ألا ربّ وجه في التراب عتيق‌* * * و يا رب حسن في التراب رقيق‌

و يا رب حزم في التراب و نجدة* * * و يا رب رأى في التراب وثيق‌

فقل لقريب الدار إنك ظاعن‌* * * إلى سفر نائى المحل سحيق‌

أرى كل حي هالكا و ابن هالك‌* * * و ذا نسب في الهالكين عريق‌

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت‌* * * له عن عدو في لباس صديق‌

و قوله‌

لا تشرهن فان الذل في الشره‌* * * و العز في الحلم لا في الطيش و السفه‌

و قل لمغتبط في التيه من حمق‌* * * لو كنت تعلم ما في التيه لم تته‌

التيه مفسدة للدين منقصة* * * للعقل مهلكة للعرض فانتبه‌

و جلس أبو العتاهية القاسم بن إسماعيل على دكان وراق فكتب على ظهر دفتر هذه الأبيات:

أيا عجبا كيف يعصى الإله‌* * * أم كيف يجحده الجاحد

و في كل شي‌ء له آية* * * تدل على أنه الواحد

ثم جاء أبو نواس فقرأها فقال: أحسن قائله و اللَّه. و اللَّه لوددت أنها لي بجميع شي‌ء قلته، لمن هذه؟ قيل له: لأبى العتاهية، فأخذ فكتب في جانبها:

سبحان من خلق الخلق‌* * * من ضعف مهين‌

يسوقه من قرار* * * إلى قرار مكين‌

يخلق شيئا فشيئا* * * في الحجب دون العيون‌

حتى بدت حركات‌* * * مخلوقة في سكون‌

و من شعره المستجاد قوله:

انقطعت شدتي فعفت الملاهي إذ* * * رمى الشيب مفرقي بالدواهي‌

و نهتنى النهى فملت إلى العدل‌* * * و أشفقت من مقالة ناهى‌

أيها الغافل المقر على السهو* * * و لا عذر في المعاد لساهى‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست