responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 229

أوجده اللَّه فما مثله‌* * * بطالب ذاك و لا ناشد

ليس على اللَّه بمستنكر* * * أن يجمع العالم في واحد

و أنشدوا سفيان بن عيينة قول أبى نواس:

ما هوى إلا له سبب‌* * * يبتدى منه و ينشعب‌

فتنت قلبي محجبة* * * وجهها بالحسن منتقب‌

خلته و الحسن تأخذه‌* * * تنتقى منه و تنتخب‌

فاكتست منه طرائفه‌* * * و استردت بعض ما تهب‌

فهي لو صيرت فيه لها* * * عودة لم يثنها أرب‌

صار جدا ما مزحت به‌* * * رب جد جره اللعب‌

فقال ابن عيينة: آمنت بالذي خلقها. و قال ابن دريد قال أبو حاتم: لو أن العامة بدلت هذين البيتين كتبتهما بماء الذهب:

و لو أنى استزدتك فوق ما بى‌* * * من البلوى لأعوزك المزيد

و لو عرضت على الموتى حياتي‌* * * بعيش مثل عيشي لم يريدوا

و قد سمع أبو نواس حديث سهيل عن أبى صالح عن أبى هريرة أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: «القلوب جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف».

فنظم ذلك في قصيدة له فقال:

إن القلوب لأجناد مجندة* * * للَّه في الأرض بالأهواء تعترف‌

فما تناكر منها فهو مختلف‌* * * و ما تعارف منها فهو مؤتلف‌

و دخل يوما أبو نواس مع جماعة من المحدثين على عبد الواحد بن زياد فقال لهم عبد الواحد ليختر كل واحد منكم عشرة أحاديث أحدثه بها، فاختار كل واحد عشرة إلا أبا نواس، فقال له:، مالك لا تختار كما اختاروا؟ فأنشأ يقول:

و لقد كنا روينا* * * عن سعيد عن قتادة

عن سعيد بن المسيب‌* * * ثم سعد بن عباده‌

و عن الشعبي و الشعبي‌* * * شيخ ذو جلاده‌

و عن الأخيار نحكيه‌* * * و عن أهل الافادة

أن من مات محبا* * * فله أجر شهادة

فقال له عبد الواحد: قم عنى يا فاجر، لا حدثتك و لا حدثت أحدا من هؤلاء من أجلك. فبلغ ذلك مالك بن أنس و إبراهيم بن أبى يحيى فقال: كان ينبغي أن يحدثه لعل اللَّه أن يصلحه.

قلت: و هذا الّذي أنشده أبو نواس‌

قد رواه ابن عدي في كامله عن ابن عباس موقوفا و مرفوعا «من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدا».

و معناه أن من ابتلى بالعشق من غير اختيار منه فصبر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست