نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 228
عن يزيد الرقاشيّ عن أنس بن مالك قال قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «لكل نبي شفاعة و إني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتى يوم القيامة». ثم قال: أ فلا تراني منهم.
و قال أبو نواس: ما قلت الشعر حتى رويت عن ستين امرأة منهن خنساء و ليلى، فما الظن بالرجال؟ و قال يعقوب بن السكيت: إذا رويت الشعر عن امرئ القيس و الأعشى من أهل الجاهلية، و من الإسلاميين جرير و الفرزدق، و من المحدثين عن أبى نواس فحسبك. و قد أثنى عليه غير واحد منهم الأصمعي و الجاحظ و النظام.
قال أبو عمرو الشيباني: لو لا أن أبا نواس أفسد شعره بما وضع فيه من الأقذار لاحتججنا به- يعنى شعره الّذي قاله في الخمريات و المردان، و قد كان يميل إليهم- و نحو ذلك مما هو معروف في شعره.
و اجتمع طائفة من الشعراء عند المأمون فقيل لهم: أيكم القائل:
فلما تحساها وقفنا كأننا* * * نرى قمرا في الأرض يبلغ كوكبا
قالوا: أبو نواس. قال: فأيكم القائل:-
إذا نزلت دون اللهاة من الفتى* * * دعي همه عن قلبه برحيل
قالوا أبو نواس. قال: فأيكم القائل:-
فتمشت في مفاصلهم* * * كتمشي البرء في السقم
قالوا: أبو نواس. قال: فهو أشعركم. و قال سفيان بن عيينة لابن مناذر: ما أشعر ظريفكم أبا نواس
في قوله: يا قمرا أبصرت في مأتم* * * يندب شجوا بين أتراب
أبرزه المأتم لي كارها* * * برغم ذي باب و حجاب
يبكى فيذرى الدر من عينه* * * و يلطم الورد بعنّاب
لا زال موتا دأب أحبابه* * * و لم تزل رؤيته دأبي
قال ابن الأعرابي أشعر الناس أبو نواس في قوله:-
تسترت من دهري بكل جناحه* * * فعيني ترى دهري و ليس يراني
فلو تسأل الأيام عنى ما درت* * * و أين مكاني ما عرفن مكاني
و قال أبو العتاهية: قلت في الزهد عشرين ألف بيت، وددت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس و هي هذه، و كانت مكتوبة على قبره:
يا نواسى توقر* * * أو تغير أو تصبر
إن يكن ساءك دهر* * * فلما سرك أكثر
يا كثير الذنب* * * عفو اللَّه من ذنبك أكبر
و من شعر أبى نواس يمدح بعض الأمراء:-
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 228