نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 227
طاهر و حملوا عليهم و هم غافلون فقتلوا منهم خلقا و صبر لهم أصحاب طاهر ثم نهضوا إليهم و حملوا عليهم فهزموهم و قتل أميرهم عبد الرحمن بن جبلة، و فر أصحابه خائبين.
فلما رجعوا إلى بغداد اضطربت الأمور و كثرت الأراجيف، و كان ذلك في ذي الحجة من هذه السنة، و طرد طاهر عمال الأمين عن قزوين و تلك النواحي، و قوى أمر المأمون جدا بتلك البلاد. و في ذي الحجة من هذه السنة ظهر أمر السفياني بالشام، و اسمه على بن عبد اللَّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، فعزل نائب الشام عنها و دعا إلى نفسه، فبعث إليه الأمين جيشا فلم يقدموا عليه بل أقاموا بالرقة، ثم كان من أمره ما سنذكره. و حج بالناس فيها نائب الحجاز داود ابن عيسى.
و فيها كانت وفاة جماعة من الأعيان منهم:
إسحاق بن يوسف الأزرق
أحد أئمة الحديث. روى عنه أحمد و غيره. و منهم:
بكار بن عبد اللَّه
ابن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير، كان نائب المدينة للرشيد ثنتى عشرة سنة و شهرا، و قد أطلق الرشيد على يديه لأهلها ألف ألف دينار. و مائتي ألف دينار، و كان شريفا جوادا معظما.
و فيها توفى:
أبو نواس الشاعر المشهور
و اسمه الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد اللَّه بن الجراح بن هنب بن داود بن غنم بن سليم، و نسبه عبد اللَّه بن سعد إلى الجراح بن عبد اللَّه الحكمي، و يقال له أبو نواس البصري، كان أبوه من أهل دمشق من جند مروان بن محمد، ثم صار إلى الأهواز و تزوج امرأة يقال لها خلبان، فولدت له أبا نواس و ابنا آخر يقال له أبا معاذ، ثم صار أبو نواس إلى البصرة فتأدب بها على أبى زيد و أبى عبيدة، و قرأ كتاب سيبويه و لزم خلفا الأحمر، و صحب يونس بن حبيب الجرمي النحويّ. و قد قال القاضي ابن خلكان: صحب أبا أسامة و ابن الحباب الكوفي، و روى الحديث عن أزهر بن سعد و حماد بن زيد و حماد بن سلمة و عبد الواحد بن زياد و معتمر بن سليمان، و يحيى القطان. و عنه محمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي. و حدث عنه جماعة منهم الشافعيّ و أحمد بن حنبل و غندر و مشاهير العلماء و من مشاهير
حديثه ما رواه محمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن الظن باللَّه، فان حسن الظن باللَّه ثمن الجنة».
و قال محمد بن إبراهيم: دخلنا عليه و هو في الموت فقال له صالح بن على الهاشمي: يا أبا على! أنت اليوم في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة، و بينك و بينك اللَّه هنات، فتب إلى اللَّه من عملك. فقال: إياي تخوّف؟ باللَّه أسندوني. قال: فأسندناه فقال:
حدثني حماد بن سلمة
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 227