responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 226

قبل الصلاة فيقف على مجامع الناس فيقول: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً و يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ‌ ثم ينتقل إلى جماعة أخرى ثم إلى أخرى، حتى يدخل المسجد فيصلي فيه الجمعة ثم لا يخرج منه حتى يصلى العشاء الآخرة.

و قد وعظ مرة هارون الرشيد بكلام حسن فقال: اعلم أن اللَّه سائلك عن أمة نبيه فأعد لذلك جوابا، و قد قال عمر بن الخطاب لو ماتت سخلة بالعراق ضياعا لخشيت أن يسألنى اللَّه عنها. فقال الرشيد: إني لست كعمر، و إن دهري ليس كدهره. فقال: ما هذا بمغن عنك شيئا. فأمر له بثلاثمائة دينار، فقال: أنا رجل من أهل الصفة فمر بها فلتقسم عليهم و أنا واحد منهم.

ثم دخلت سنة خمس و تسعين و مائة

فيها في صفر منها أمر الأمين الناس أن لا يتعاملوا بالدراهم و الدنانير التي عليها اسم أخيه المأمون و نهى أن يدعى له على المنابر، و أن يدعى له و لولده من بعده: و فيها تسمى المأمون بإمام المؤمنين.

و في ربيع الآخر فيها عقد الأمين لعلى بن عيسى بن ماهان الامارة على الجبل و همدان و أصبهان و قم و تلك البلاد، و أمره بحرب المأمون و جهز معه جيشا كثيرا، و أنفق فيها نفقات عظيمة، و أعطاه مائتي ألف دينار، و لولده خمسين ألف دينار و ألفى سيف محلى، و ستة آلاف ثوب للخلع. فخرج على بن موسى بن ماهان من بغداد في أربعين ألف مقاتل فارس، و معه قيد من فضة ليأتى فيه بالمأمون.

و خرج الأمين معه مشيعا فسار حتى وصل الري فتلقاه الأمير طاهر في أربعة آلاف، فجرت بينهم أمور آل الحال فيها أن اقتتلوا، فقتل على بن عيسى و انهزم أصحابه و حمل رأسه و جثته إلى الأمير طاهر فكتب بذلك إلى وزير المأمون ذي الرئاستين، و كان الّذي قتل على بن عيسى رجل يقال له طاهر الصغير فسمى ذا اليمينين، لأنه أخذ السيف بيديه الثنتين فذبح به على بن عيسى بن ماهان، ففرح بذلك المأمون و ذووه، و انتهى الخبر إلى الأمين و هو يصيد السمك من دجلة، فقال: ويحك دعني من هذا فان كوثرا قد صاد سمكتين. و لم أصد بعد شيئا. و أرجف الناس ببغداد و خافوا غائلة هذا الأمر، و ندم محمد الأمين على ما كان منه من نكث العهد و خلع أخيه المأمون، و ما وقع من الأمر الفظيع. و كان رجوع الخبر إليه في شوال من هذه السنة. ثم جهز عبد الرحمن بن جبلة الأنباري في عشرين ألفا من المقاتلة إلى همذان ليقاتلوا طاهر بن الحسين بن مصعب و من معه من الخراسانية، فلما اقتربوا منهم تواجهوا فتقاتلوا قتالا شديدا حتى كثرت القتلى بينهم، ثم انهزم أصحاب عبد الرحمن ابن جبلة فلجئوا إلى همذان فحاصرهم بها طاهر حتى اضطرهم إلى أن دعوا إلى الصلح، فصالحهم و أمنهم و وفى لهم، و انصرف عبد الرحمن بن جبلة على أن يكون راجعا إلى بغداد، ثم غدروا بأصحاب‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست