responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 22

الجزيرة و جند قنسرين، فتوجه مروان إلى دمشق في ثمانين ألفا، و قد بعث إبراهيم بن الوليد بن هشام بن عبد الملك في مائة و عشرين ألفا، فالتقى الجيشان عند عين الجر من البقاع، فدعاهم مروان إلى الكف عن القتال و أن يتخلوا عن ابني الوليد بن يزيد و هما الحكم و عثمان اللذان قد أخذ العهد لهما، و كان يزيد قد سجنهما بدمشق، فأبوا عليه ذلك، فاقتتلوا قتالا شديدا من حين ارتفاع النهار إلى العصر، و بعث مروان سرية تأتى جيش ابن هشام من ورائهم، فتم لهم ما أرادوه، و أقبلوا من ورائهم يكبرون، و حمل الآخرون من تلقاهم عليهم، فكانت الهزيمة في أصحاب سليمان، فقتل منهم أهل حمص خلقا كثيرا، و استبيح عسكرهم، و كان مقدار ما قتل من أهل دمشق في ذلك اليوم قريبا من سبعة عشر ألفا أو ثمانية عشر ألفا و أسر منهم مثلهم، فأخذ عليهم مروان البيعة للغلامين ابني الوليد، الحكم و عثمان، و أطلقهم كلهم سوى رجلين و هما يزيد بن العقار و الوليد ابن مصاد الكلبيان، فضربهما بين يديه بالسياط و حبسهما فماتا في السجن، لأنهما كانا ممن باشر قتل الوليد بن يزيد حين قتل. و أما سليمان و بقية أصحابه فإنهم استمروا منهزمين، فما أصبح لهم الصبح إلا بدمشق فأخبروا أمير المؤمنين إبراهيم بن الوليد بما وقع، فاجتمع معهم رءوس الأمراء في ذلك الوقت و هم عبد العزيز بن الحجاج و يزيد بن خالد بن عبد اللَّه القسري، و أبو علاقة السكسكي، و الأصبغ بن ذؤالة الكلبي و نظراؤهم، على أن يعمدوا إلى قتل ابني الوليد الحكم و عثمان، خشية أن يليا الخلافة فيهلكا من عداهما و قتل أباهما، فبعثوا إليهما يزيد بن خالد بن عبد اللَّه القسري، فعمد إلى السجن و فيه الحكم و عثمان ابنا الوليد و قد بلغا، و يقال و ولد لأحدهما ولد فشدخها بالعمد، و قتل يوسف بن عمر- و كان مسجونا معهما- و كان في سجنهما أيضا أبو محمد السفياني فهرب فدخل في بيت داخل السجن و جعل وراء الباب ردما، فحاصروه فامتنع، فأتوا بنار ليحرقوا الباب. ثم اشتغلوا عن ذلك بقدوم مروان بن محمد و أصحابه إلى دمشق في طلب المنهزمين.

ذكر دخول مروان الحمار دمشق و ولايته الخلافة و عزل إبراهيم بن الوليد عنها

لما أقبل مروان بمن معه من الجنود من عين الجر و اقترب من دمشق و قد انهزم أهلها بين يديه بالأمس، هرب إبراهيم بن الوليد و عمد سليمان بن هشام إلى بيت المال ففتحه و أنفق ما فيه على أصحابه و من اتبعه من الجيوش، و ثار موالي الوليد بن يزيد إلى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه فيها و انتهبوها و نبشوا قبر يزيد بن الوليد و صلبوه على باب الجابية، و دخل مروان بن محمد دمشق فنزل في أعاليها و أتى بالغلامين الحكم و عثمان و هما مقتولان و كذلك يوسف بن عمر فدفنوه. و أتى بأبي محمد السفياني و هو في حبوله فسلم على مروان بالخلافة فقال مروان: مه، فقال: إن هذين الغلامين جعلاها لك من بعدهما ثم أنشد قصيدة قالها الحكم في السجن و هي طويلة منها قوله:

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست