responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 21

تفضيل الخليفة على الرسول، و هذا كفر إلا أن يريد بكلامه غير ما يبدو منه و اللَّه أعلم.

[و الّذي يظهر أن هذا لا يصح عنه، فإنه كان قائما في إطفاء الضلال و البدع كما قدمنا من قتله للجعد ابن درهم و غيره من أهل الإلحاد، و قد نسب إليه صاحب العقد أشياء لا تصح، لأن صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع و مغالاة في أهل البيت، و ربما لا يفهم أحد من كلامه ما فيه من التشيع، و قد اغتر به شيخنا الذهبي فمدحه بالحفظ و غيره‌] [1].

و قد ذكر ابن جرير و ابن عساكر و غيرهما أن الوليد بن يزيد كان قد عزم على الحج في إمارته فمن نيته أن يشرب الخمر على ظهر الكعبة، فلما بلغ ذلك جماعة من الأمراء اجتمعوا على قتله و تولية غيره من الجماعة، فحذر خالد أمير المؤمنين منهم، فسأله أن يسميهم فأبى عليه فعاقبه عقابا شديدا، ثم بعث به إلى يوسف بن عمر فعاقبه حتى مات شر قتلة و أسوئها، و ذلك في محرم من هذه السنة- أعنى سنة ست و عشرين و مائة- و ذكره القاضي ابن خلكان في الوفيات و قال: كان متهما في دينه، و قد بنى لأمه كنيسة في داره، قال فيه بعض الشعراء و قال صاحب الأعيان كان في نسبه يهود فانتموا إلى القرب، و كان يقرب [من‌] شق و سطيح. قال القاضي ابن خلكان: و قد كانا ابني خالة، و عاش كل منهما ستمائة، و ولدا في يوم واحد، و ذلك يوم ماتت طريفة بنت الحر بعد ما تفلت في فم كل منهما و قالت: إنه سيقوم مقامي في الكهانة، ثم ماتت من يومها.

و ممن توفى في هذه السنة جبلة بن سحيم و دراج أبو السمح و سعيد بن مسروق في قول، و سليمان ابن حبيب المحاربي، قاضى دمشق، و عبد الرحمن بن قاسم شيخ مالك و عبيد اللَّه بن أبى يزيد و عمرو بن دينار. و قد ذكرنا تراجمهم في كتابنا التكميل.

ثم دخلت سنة سبع و عشرين و مائة

استهلت هذه السنة و الخليفة إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بوصية أخيه يزيد الناقص إليه، و بايعه الأمراء بذلك، و جميع أهل الشام إلا أهل حمص فلم يبايعوه، و قد تقدم أن مروان بن محمد الملقب بالحمار كان نائبا بأذربيجان و أرمينية، و تلك كانت لأبيه من قبله، و كان نقم على يزيد بن الوليد في قتله الوليد بن يزيد، و أقبل في طلب دم الوليد، فلما انتهى إلى حران أناب و بايع يزيد بن الوليد، فلم يلبث إلا قليلا حتى بلغه موته، فأقبل في أهل الجزيرة حتى وصل قنسرين فحاصر أهلها فنزلوا على طاعته، ثم أقبل إلى حمص و عليها عبد العزيز بن الحجاج من جهة أمير المؤمنين إبراهيم بن الوليد فحاصرهم حتى يبايعوا لإبراهيم بن الوليد، و قد أصروا على عدم مبايعته، فلما بلغ عبد العزيز قرب مروان بن محمد ترحل عنها، و قدم مروان إليها فبايعوه و ساروا معه قاصدين دمشق، و معهم جند


[1] وجدت هذه العبارة في نسخة ثانية بالاستانة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست