قال ثم أغمي عليه أخرى فحركته فإذا هو قد مات. قال الصولي: كانت وفاته في هذه السنة، و قيل بعدها، و قيل قبلها في سنة ثمان و ثمانين و مائة فاللَّه أعلم. و زعم بعض المؤرخين أنه بقي بعد الرشيد.
عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور
أخو زبيدة، كان نائبا على البصرة في أيام الرشيد فمات في أثناء هذه السنة. و فيها توفي:
الفضل بن يحيى
ابن خالد بن برمك أخو جعفر و إخوته، كان هو و الرشيد يتراضعان. أرضعت الخيزران فضلا، و أرضعت أم الفضل و هي زبيدة بنت بن بريه هارون الرشيد. و كانت زبيدة هذه من مولدات بتبين البرية، و قد قال في ذلك بعض الشعراء [5]:
كفى لك فضلا أن أفضل حرة [6]* * * غذتك بثدي و الخليفة واحد
لقد زنت يحيى في المشاهد كلها* * * كما زان يحيى خالدا في المشاهد
قالوا: و كان الفضل أكرم من أخيه جعفر، و لكن كان فيه كبر شديد، و كان عبوسا، و كان جعفر أحسن بشرا منه و أطلق وجها، و أقل عطاء. و كان الناس إليه أميل، و لكن خصلة الكرم تغطي جميع القبائح، فهي تستر تلك الخصلة التي كانت في الفضل. و قد وهب الفضل لطباخه مائة ألف درهم فعابه أبوه على ذلك، فقال: يا أبت إن هذا يصحبني في العسر و اليسر و العيش الخشن، و استمر معي في هذا الحال فأحسن صحبتي، و قد قال بعض الشعراء:
إنّ الكرام إذا ما أيسروا ذكروا* * * من كان يعتادهم في المنزل الخشن
و وهب يوما لبعض الأدباء عشرة آلاف دينار فبكى الرجل فقال له: مم تبكي، استقللتها؟
[1] في مروج الذهب 4/ 127 و وفيات الأعيان 3/ 26: يا غريب.