نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 197
ملكتك هذا المال فأنفقه على أهلك، و ذهب و تركه.
هذا و قد كان يبخل بالنسبة إلى أخيه الفضل، إلا أن الفضل كان أكثر منه مالا. و روى ابن عساكر من طريق الدارقطنيّ بسنده أنه لما أصيب جعفر وجدوا له في جرّة ألف دينار، زنة كل دينار مائة دينار، مكتوب على صفحة الدينار جعفر:
و أصفر من ضرب دار الملوك* * * يلوح على وجهه جعفر
يزيد على مائة واحدا* * * متى تعطه معسرا يوسر
و قال أحمد بن المعلى الراوية: كتبت عنان جارية الناطفي لجعفر تطلب منه أن يقول لأبيه يحيى أن يشير على الرشيد بشرائها، و كتبت إليه هذه الأبيات من شعرها في جعفر:-
يا لائمي جهلا ألا تقصر* * * من ذا على حر الهوى يصبر
لا تلحني إذا شربت الهوى* * * صرفا فممزوج الهوى سكر
سيان عندي في الهوى لائم* * * أقل فيه و الّذي يكثر
أنت المصفى من بني برمك* * * يا جعفر الخيرات يا جعفر
لا يبلغ الواصف في وصفه* * * ما فيك من فضل و لا يعشر
من وفر المال لأغراضه* * * فجعفر أغراضه أوفر
ديباجة الملك على وجهه* * * و في يديه العارض الممطر
سحت علينا منهما ديمة* * * ينهل منها الذهب الأحمر
لو مسحت كفاه جلمودة* * * نضر فيها الورق الأخضر
لا يستتم المجد إلا فتى* * * يصبر للبذل كما يصبر
يهتز تاج الملك من فوقه* * * فخرا و يزهى تحته المنبر
أشبهه البدر إذا ما بدا* * * أو غرة في وجهه يزهر
و اللَّه ما أدري أ بدر الدجى* * * في وجهه أم وجهه أنور
يستمطر الزوارمنك الندى* * * و أنت بالزوار تستبشر
و كتبت تحت أبياتها حاجتها، فركب من فوره إلى أبيه فأدخله على الخليفة فأشار عليه بشرائها فقال: لا و اللَّه لا أشتريها، و قد قال فيها الشعراء فأكثروا، و اشتهر أمرها و هي التي يقول فيها أبو نواس:
لا يشتريها إلا ابن زانية* * * أو قلطبان يكون من كانا
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 197