responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 190

مزرعة و لا بستان إلا قيل هذا لجعفر، و يقال إن البرامكة كانوا يريدون إبطال خلافة الرشيد و إظهار الزندقة. و قيل إنما قتلهم بسبب العباسة. و من العلماء من أنكر ذلك و إن كان ابن جرير قد ذكره.

و ذكر ابن الجوزي أن الرشيد سئل عن سبب قتله البرامكة فقال: لو أعلم أن قميصي يعلم ذلك لأحرقته. و قد كان جعفر يدخل على الرشيد بغير إذن حتى كان يدخل عليه و هو في الفراش مع حظاياه- و هذه و جاهة و منزلة عالية- و كان عنده من أحظى العشراء على الشراب المسكر- فإن الرشيد كان يستعمل في أواخر أيام خلافته المسكر- و كان أحب أهله إليه أخته العباسة بنت المهدي، و كان يحضرها معه، و جعفر البرمكي حاضر أيضا معه، فزوجه بها ليحل النظر إليها، و اشترط عليه أن لا يطأها. و كان الرشيد ربما قام و تركهما و هما ثملان من الشراب فربما واقعها جعفر فحبلت منه فولدت ولدا و بعثته مع بعض جواريها إلى مكة، و كان يربى بها.

و ذكر ابن خلكان أن الرشيد لما زوج أخته العباسة من جعفر أحبها حبا شديدا، فراودته عن نفسه فامتنع أشد الامتناع خوفا من الرشيد، فاحتالت عليه- و كانت أمه تهدي له في كل ليلة جمعة جارية حسناء بكرا- فقالت لأمه: أدخليني عليه بصفة جارية. فهابت ذلك فتهددتها حتى فعلت ذلك. فلما دخلت عليه لم يتحقق وجهها فواقعها فقالت له: كيف رأيت خديعة بنات الملوك؟

و حملت من تلك الليلة، فدخل على أمه فقال: بعتيني و اللَّه برخيص. ثم إن والده يحيى بن خالد جعل يضيق على عيال الرشيد في النفقة حتى شكت زبيدة ذلك إلى الرشيد مرات، ثم أفشت له سر العباسة، فاستشاط غيظا، و لما أخبرته أن الولد قد أرسلت به إلى مكة حج عام ذلك حتى تحقق الأمر. و يقال: إن بعض الجواري نمّت عليها إلى الرشيد و أخبرته بما وقع، و أن الولد بمكة و عنده جوار و أموال و حلى كثيرة. فلم يصدق حتى حج في السنة الخالية، ثم كشف الأمر عن الحال، فإذا هو كما ذكر. و قد حج في هذه السنة التي حج فيها الرشيد يحيى بن خالد، فجعل يدعو عند الكعبة:

اللَّهمّ إن كان يرضيك عني سلب جميع مالي و ولدي و أهلي فافعل ذلك و أبق عليّ منهم الفضل، ثم خرج. فلما كان عند باب المسجد رجع فقال: اللَّهمّ و الفضل معهم فإنّي راض برضاك عني و لا تستثن منهم أحدا.

فلما قفل الرشيد من الحج صار إلى الحيرة ثم ركب في السفن إلى العمر [1] من أرض الأنبار، فلما كانت ليلة السبت سلخ المحرم من هذه السنة أرسل مسرورا الخادم و معه حماد بن سالم أبو عصمة في جماعة من الجند، فأطافوا بجعفر بن يحيى ليلا، فدخل عليه مسرور الخادم و عنده بختيشوع المتطبب، و أبو ركانة الأعمى المغني الكلوذاني، و هو في أمره و سروره، و أبو زكار [2] يغنيه:

فلا تبعد فكلّ فتى سيأتي‌* * * عليه الموت يطرق أو يغادي‌

فقال الخادم له: يا أبا الفضل هذا الموت قد طرقك، أجب أمير المؤمنين. فقام إليه يقبل‌


[1] العمر: بضم العين، و في نسخ البداية المطبوعة الغمر، و قال البكري في معجم ما استعجم: قلاية العمر و العمر عندهم: الدير، و العمر: من السريانية (عمرا) و هي تعني البيت ثم خصصت بالدير. أما القلاية فهي صومعة الراهب. و بضم الدير على هذا عدة قلايات.

[2] من الطبري و ابن الأثير و الفخري. و في الأصل: أبو ركانة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست