responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 189

و العباس بن محمد

ابن علي بن عبد اللَّه بن عباس عم الرشيد، كان من سادات قريش، ولي إمارة الجزيرة في أيام الرشيد، و قد أطلق له الرشيد في يوم خمسة آلاف درهم، و إليه تنسب العباسية، و بها دفن و عمره خمس و ستون سنة، و صلى عليه الأمين.

و يقطين بن موسى‌

كان أحد الدعاة إلى دولة بني العباس، و كان داهية ذا رأي، و قد اختال مرة حيلة عظيمة لما حبس مروان الحمار إبراهيم بن محمد بحرّان، فتحيرت الشيعة العباسية فيمن يولون، و من يكون ولي الأمر من بعده إن قتل؟ فذهب يقطين هذا إلى مروان فوقف بين يديه في صورة تاجر فقال:

يا أمير المؤمنين إني قد بعت إبراهيم بن محمد بضاعة و لم أقبض ثمنها منه حتى أخذته رسلك، فإن رأى أمير المؤمنين أن يجمع بيني و بينه لأطالبه بمالي فعل قال: نعم! فأرسل به إليه مع غلام، فلما رآه قال: يا عدو اللَّه إلى من أوصيت بعدك آخذ مالي منه؟ فقال له: إلى ابن الحارثية- يعني أخاه عبد اللَّه السفاح- فرجع يقطين إلى الدعاة إلى بني العباس فأعلمهم بما قال، فبايعوا السفاح، فكان من أمره ما ذكرناه.

ثم دخلت سنة سبع و ثمانين و مائة

فيها كان مهلك البرامكة على يدي الرشيد، قتل جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي، و دمر ديارهم و اندرست آثارهم، و ذهب صغارهم و كبارهم. و قد اختلف في سبب ذلك على أقوال ذكرها ابن جرير و غيره، قيل إن الرشيد كان قد سلم يحيى بن عبد اللَّه بن حسن إلى جعفر البرمكي ليسجنه عنده، فما زال يحيى يترفق له حتى أطلقه، فنمّ الفضل بن الربيع ذلك إلى الرشيد فقال له الرشيد:

ويلك لا تدخل بيني و بين جعفر، فلعله أطلقه عن أمري و أنا لا أشعر. ثم سأل الرشيد جعفرا عن ذلك فصدقه فتغيظ عليه و حلف ليقتلنه، و كره البرامكة، ثم قتلهم و قلاهم بعد ما كانوا أحظى الناس عنده، و أحبهم إليه، و كانت أم جعفر و الفضل أم الرشيد من الرضاعة، و قد جعلهم الرشيد من الرفعة في الدنيا و كثرة المال بسبب ذلك شيئا كثيرا لم يحصل لمن قبلهم من الوزراء و لا لمن بعدهم من الأكابر و الرؤساء، بحيث إن جعفرا بنى دارا غرم عليها عشرين ألف ألف درهم، و كان ذلك من جملة ما نقمه عليه الرشيد. و يقال: إنما قتلهم الرشيد لأنه كان لا يمر ببلد و لا إقليم و لا قرية و لا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست