responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 184

بعد ذلك يبيع الكوامخ، و كان يمنع ابنه من طلب العلم ليساعده على شغله، فأبى إلا أن يسمع الحديث. فاتفق أن هاشما مرض فجاءه أبو شيبة قاضى واسط عائدا له و معه خلق من الناس، فلما رآه بشير فرح بذلك و قال: يا بنى أبلغ من أمرك أن جاء القاضي إلى منزلي؟ لا أمنعك بعد هذا اليوم من طلب الحديث. كان هاشم بن سادات العلماء، و حدث عنه مالك و شعبة و الثوري و أحمد بن حنبل و خلق غير هؤلاء، و كان من الصلحاء العباد، و مكث يصلى الصبح بوضوء العشاء قبل أن يموت بعشر سنين‌

. و يحيى بن زكريا

ابن أبى زائدة قاضى المدائن، كان من الأئمة الثقات. و يونس بن حبيب أحد النحاة النجباء، أخذ النحو عن أبى عمرو بن العلاء و غيره، و أخذ عنه الكسائي و الفراء، و قد كانت له حلقة بالبصرة ينتابها أهل العلم و الأدب و الفصحاء من الحاضرين و الغرباء، توفى في هذه السنة عن ثمان و سبعين سنة

. ثم دخلت سنة أربع و ثمانين و مائة

فيها رجع الرشيد من الرقة إلى بغداد فأخذ الناس بأداء بقايا الخراج الّذي عليهم، و ولى رجلا يضرب الناس على ذلك و يحبسهم، و ولى على أطراف البلاد، و عزل و ولى و قطع و وصل. و خرج بالجزيرة أبو عمرو الشاري فبعث إليه الرشيد من قبله شهرزور. و حج بالناس فيها إبراهيم بن محمد العباسي.

و فيها توفى:

أحمد بن الرشيد

كان زاهدا عابدا قد تنسك، و كان لا يأكل إلا من عمل يده في الطين، كان يعمل فاعلا فيه، و ليس يملك إلا مروا و زنبيلا- أي مجرفة وقفة- و كان يعمل في كل جمعة بدرهم و دانق يتقوت بهما من الجمعة إلى الجمعة، و كان لا يعمل إلا في يوم السبت فقط. ثم يقبل على العبادة بقية أيام الجمعة.

و كان من زبيدة في قول بعضهم، و الصحيح أنه من امرأة كان الرشيد قد أحبها فتزوجها فحملت منه بهذا الغلام، ثم إن الرشيد أرسلها إلى البصرة و أعطاها خاتما من ياقوت أحمر، و أشياء نفيسة، و أمرها إذا أفضت إليه الخلافة أن تأتيه. فلما صارت الخلافة إليه لم تأتى و لا ولدها، بل اختفيا، و بلغه أنهما ماتا، و لم يكن الأمر كذلك، و فحص عنهما فلم يطلع لهما على خبر، فكان هذا الشاب يعمل بيده و يأكل من كدها، ثم رجع إلى بغداد، و كان يعمل في الطين و يأكل مدة زمانية. هذا و هو ابن أمير المؤمنين، و لا يذكر للناس من هو إلى أن اتفق مرضه في دار من كان يستعمله في الطين فمرضه عنده، فلما احتضر أخرج الخاتم و قال لصاحب المنزل: ذاهب بهذا إلى الرشيد و قل له: صاحب هذا الخاتم يقول لك: إياك أن تموت في سكرتك هذه فتندم [حيث لا ينفع نادما ندمه، و احذر انصرافك من بين يدي اللَّه إلى الدارين، و أن يكون آخر العهد بك، فان ما أنت فيه لو دام لغيرك لم يصل إليك، و سيصير إلى غيرك، و قد بلغك أخبار من مضى‌] [1].


[1] سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست