responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 183

ثم دخلت سنة ثلاث و ثمانين و مائة

فيها خرجت الخزر على الناس من ثلمة أرمينية فعاثوا في تلك البلاد فسادا، و سبوا من المسلمين و أهل الذمة نحوا من مائة ألف، و قتلوا بشرا كثيرا، و انهزم نائب أرمينية سعيد بن مسلم، فأرسل الرشيد إليهم خازم بن خزيمة و يزيد بن مزيد في جيوش كثيرة كثيفة، فأصلحوا ما فسد في تلك البلاد. و حج بالناس العباس بن موسى الهادي.

و فيها توفى من الأعيان‌

على بن الفضيل بن عياض‌

في حياة أبيه. كان كثير العبادة و الورع و الخوف و الخشية.

و محمد بن صبيح‌

أبو العباس مولى بنى عجل المذكر. و يعرف بابن السماك.

روى عن إسماعيل بن أبى خالد و الأعمش و الثوري و هشام بن عروة و غيرهم، و دخل يوما على الرشيد فقال: إن لك بين يدي اللَّه موقفا فانظر أين منصرفك، إلى الجنة أم النار؟ فبكى الرشيد حتى كاد يموت.

و موسى بن جعفر

ابن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، أبو الحسن الهاشمي، و يقال له الكاظم، ولد سنة ثمان أو تسع و عشرين و مائة، و كان كثير العبادة و المروءة، إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه أرسل إليه بالذهب و التحف، ولد له من الذكور و الإناث أربعون نسمة. و أهدى له مرة عبد عصيدة فاشتراه و اشترى المزرعة التي هو فيها بألف دينار و أعتقه، و وهب المزرعة له. و قد استدعاه المهدي إلى بغداد فحبسه، فلما كان في بعض الليالي رأى المهدي على بن أبى طالب و هو يقول له:

يا محمد فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ‌ فاستيقظ مذعورا و أمر به فأخرج من السجن ليلا فأجلسه معه و عانقه و أقبل عليه، و أخذ عليه العهد أن لا يخرج عليه و لا على أحد من أولاده، فقال: و اللَّه ما هذا من شأن و لا حدثت فيه نفسي، فقال: صدقت. و أمر له بثلاثة آلاف دينار، و أمر به فردّ إلى المدينة، فما أصبح الصباح إلا و هو على الطريق، فلم يزل بالمدينة حتى كانت خلافة الرشيد فحج،

فلما دخل ليسلم على قبر النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و معه موسى بن جعفر الكاظم، فقال الرشيد: السلام عليك يا رسول اللَّه يا ابن عم. فقال موسى: السلام عليك يا أبت.

فقال الرشيد: هذا هو الفخر يا أبا الحسين. ثم لم يزل ذلك في نفسه حتى استدعاه في سنة تسع و ستين و سجنه فأطال سجنه، فكتب إليه موسى رسالة يقول فيها: أما بعد يا أمير المؤمنين إنه لم ينقض عنى يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون.

توفى لخمس بقين من رجب من هذه السنة ببغداد و قبره هناك مشهور. و فيها توفى:

هاشم بن بشير بن أبى حازم‌

القاسم بن دينار أبو معاوية السلمي الواسطي، كان أبوه طباخا للحجاج بن يوسف الثقفي، ثم كان‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست