responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 185

قال: فلما مات دفنته و طلبت الحضور عند الخليفة، فلما أوقفت بين يديه قال: ما حاجتك؟

قلت: هذا الخاتم دفعه إليّ رجل و أمرني أن أدفعه إليك، و أوصاني بكلام أقوله لك، فلما نظر الخاتم عرفه فقال: ويحك و أين صاحب هذا الخاتم؟ قال فقلت: مات يا أمير المؤمنين. ثم ذكرت الكلام الّذي أوصاني به، و ذكرت له أنه كان يعمل بالفاعل في كل جمعة يوما بدرهم و أربع دوانيق، أو بدرهم و دانق، يتقوت به سائر الجمعة، ثم يقبل على العبادة. قال: فلما سمع هذا الكلام قام فضرب بنفسه الأرض و جعل يتمرغ و يتقلب ظهرا لبطن و يقول: و اللَّه لقد نصحتني يا بني، ثم بكى، ثم رفع رأسه إلى الرجل و قال: أ تعرف قبره؟ قلت: نعم أنا دفنته. قال: إذا كان العشي فائتني. قال: فأتيته فذهب الى قبره فلم يزل يبكي عنده حتى أصبح، ثم أمر لذلك الرجل بعشرة آلاف درهم. و كتب له و لعياله رزقا. و فيها مات:

عبد اللَّه بن مصعب‌

ابن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير بن العوام، القرشي الأسدي، والد بكار. ألزمه الرشيد بولاية المدينة فقبلها بشروط عدل اشترطها، فأجابه إلى ذلك، ثم أضاف إليه نيابة اليمن، فكان من أعدل الولاة، و كان عمره يوم تولى نحوا من سبعين سنة.

عبد اللَّه بن عبد العزيز العمري [1]

أدرك أبا طوالة، و روى عن أبيه و إبراهيم بن سعد، و كان عابدا زاهدا، وعظ الرشيد يوما فأطنب و أطيب. قال له و هو واقف على الصفا: أ تنظركم حولها- يعني الكعبة- من الناس؟ فقال:

كثير. فقال: كل منهم يسأل يوم القيامة عن خاصة نفسه، و أنت تسأل عنهم كلهم. فبكى الرشيد بكاء كثيرا، و جعلوا يأتونه بمنديل بعد منديل ينشف به دموعه. ثم قال له: يا هارون إن الرجل ليسرف في ماله فيستحق الحجر عليه، فكيف بمن يسرف في أموال المسلمين كلهم؟ ثم تركهم و انصرف و الرشيد يبكي. و له معه مواقف محمودة غير هذه. توفي عن ست و ستين سنة.

و محمد بن يوسف بن معدان‌

أبو عبد اللَّه الأصبهاني، أدرك التابعين، ثم اشتغل بالعبادة و الزهادة. كان عبد اللَّه بن المبارك يسميه عروس الزهاد. و قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت أفضل منه، كان كأنه قد عاين.

و قال ابن مهدي: ما رأيت مثله، و كان لا يشتري خبزه من خباز واحد، و لا بقلة من بقال واحد، كان لا يشتري إلا ممن لا يعرفه، يقول: أخشى أن يحابوني فأكون ممن يعيش بدينه. و كان لا يضع جنبه للنوم صيفا و لا شتاء. و مات و لم يجاوز الأربعين سنة (رحمه اللَّه).


[1] و اسمه عبد اللَّه بن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست