responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 182

و قد مات أبو يوسف في ربيع الأول من هذه السنة عن سبع و ستين سنة، و مكث في القضاء بعده ولده يوسف. و قد كان نائبة على الجانب الشرقي من بغداد. و من زعم من الرواة أن الشافعيّ اجتمع بأبي يوسف كما يقوله عبد اللَّه بن محمد البلوى الكذاب في الرحلة التي ساقها الشافعيّ فقد أخطأ في ذلك، إنما ورد [الشافعيّ‌] بغداد في أول قدمة قدمها إليها في سنة أربع و ثمانين. و إنما اجتمع الشافعيّ بمحمد بن الحسن الشيباني فأحسن إليه و أقبل عليه، و لم يكن بينهما شنئان كما يذكره بعض من لا خبرة له في هذا الشأن و اللَّه أعلم. و فيها توفى:

يعقوب بن داود بن طهمان‌

أبو عبد اللَّه مولى عبد اللَّه بن حازم السلمي، استوزره المهدي و حظي عنده جدا، و سلم إليه أزمة الأمور، ثم لما أمر بقتل ذلك العلويّ كما تقدم فأطلقه و نمت عليه تلك الجارية سجنه المهدي في بئر و بنيت عليه قبة، و نبت شعره حتى صار مثل شعور الأنعام، و عمى، و يقال بل غشي بصره، و مكث نحوا من خمسة عشر سنة في ذلك البئر لا يرى ضوءا و لا يسمع صوتا إلا في أوقات الصلوات يعلمونه بذلك، و يدلى إليه في كل يوم رغيف و كوز ماء، فمكث كذلك حتى انقضت أيام المهدي و أيام الهادي و صدر من أيام الرشيد، قال يعقوب: فأتانى آت في منامي فقال:

عسى الكرب الّذي أمسيت فيه‌* * * يكون وراءه فرج قريب‌

فيأمن خائف و يفك عان‌* * * و يأتى أهله النائى الغريب‌

فلما أصبحت نوديت فظننت أنى أعلم بوقت الصلاة، و دلى إليّ حبل و قيل لي: أربط هذا الحبل في وسطك، فأخرجوني، فلما نظرت إلى الضياء لم أبصر شيئا، و أوقفت بين يدي الخليفة فقيل لي:

سلم على أمير المؤمنين، فظننته المهدي فسلمت عليه باسمه، فقال: لست به، فقلت الهادي؟ فقال:

لست به. فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين الرشيد. فقال: نعم، ثم قال: و اللَّه إنه لم يشفع فيك عندي أحد، و لكنى البارحة حملت جارية لي صغيرة على عنقي فذكرت حملك إياي على عنقك فرحمت ما أنت فيه من الضيق فأخرجتك. ثم أنعم عليه و أحسن إليه. فغار منه يحيى بن خالد بن برمك، و خشي أن يعيده إلى منزلته التي كان عليها أيام المهدي، و فهم ذلك يعقوب فاستأذن الرشيد في الذهاب إلى مكة فأذن له، فكان بها حتى مات في هذه السنة (رحمه اللَّه). و قال يخشى يحيى أن أرجع إلى الولايات لا و اللَّه ما كنت لأفعل أبدا، و لو رددت إلى مكاني.

و فيها توفي يزيد بن زريع‌

أبو معاوية شيخ الامام أحمد بن حنبل في الحديث، كان ثقة عالما عابدا ورعا، توفى أبوه و كان والى البصرة و ترك من المال خمسمائة درهم، فلم يأخذ منها يزيد درهما واحدا، و كان يعمل الخوص بيده و يقتات منه هو و عياله. توفى بالبصرة في هذه السنة، و قيل قبل ذلك فاللَّه أعلم‌

.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست