responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 181

أبو يوسف: لو رأى صاحبي ما رأيت لرجع كما رجعت. و هذا انصاف منه.

و قد كان يحضر في مجلس حكمه العلماء على طبقاتهم، حتى إن أحمد بن حنبل كان شابا و كان يحضر مجلسه في أثناء الناس فيتناظرون و يتباحثون، و هو مع ذلك يحكم و يصنف أيضا. و قال:

وليت هذا الحكم و أرجو اللَّه أن لا يسألنى عن جور و لا ميل إلى أحمد، إلا يوما واحدا جاءني رجل فذكر أن له بستانا و أنه في يد أمير المؤمنين، فدخلت إلى أمير المؤمنين فأعلمته فقال: البستان لي اشتراه لي المهدي. فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يحضره لأسمع دعواه. فأحضره فادعى بالبستان فقلت: ما تقول يا أمير المؤمنين؟ فقال: هو بستاني. فقلت للرجل: قد سمعت ما أجاب.

فقال الرجل: يحلف، فقلت، أ تحلف يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا، فقلت سأعرض عليك اليمين ثلاثا فان حلفت و إلا حكمت عليك يا أمير المؤمنين. فعرضتها عليه ثلاثا فامتنع فحكمت بالبستان للمدعى. قال: فكنت في أثناء الخصومة أود أن ينفصل و لم يمكني أن أجلس الرجل مع الخليفة.

و بعث القاضي أبو يوسف في تسليم البستان إلى الرجل.

و روى المعافى بن زكريا الجريريّ عن محمد بن أبى الأزهر عن حماد بن أبى إسحاق عن أبيه عن بشر بن الوليد عن أبى يوسف. قال: بينا أنا ذات ليلة قد نمت في الفراش، إذا رسول الخليفة يطرق الباب، فخرجت منزعجا فقال: أمير المؤمنين يدعوك، فذهبت فإذا هو جالس و معه عيسى ابن جعفر فقال لي الرشيد: إن هذا قد طلبت منه جارية يهبن‌يها فلم يفعل، أو يبيعنيها، و إني أشهدك إن لم يجبني إلى ذلك قتلته. فقلت لعيسى: لم لم تفعل؟ فقال: إني حالف بالطلاق و العتاق و صدقة مالي كله أن لا أبيعها و لا أهبها. فقال لي الرشيد: فهل له من مخلص؟ فقلت: نعم يبيعك نصفها و يهبك نصفها. فوهبه النصف و باعه النصف بمائة ألف دينار، فقبل منه ذلك و أحضرت الجارية، فلما رآها الرشيد قال: هل لي من سبيل عليها الليلة؟ قلت: إنها مملوكة و لا بد من استبرائها، إلا أن تعتقها و تتزوجها فان الحرة لا تستبرأ. قال فأعتقها و تزوجها منه بعشرين ألف دينار، و أمر لي بمائتي ألف درهم و عشرين تختا من ثياب، و أرسلت إليّ الجارية بعشرة آلاف دينار.

و قال يحيى بن معين: كنت عند أبى يوسف فجاءته هدية من ثياب ديبقي و طيب و فانيل ند و غير ذلك، فذاكرني رجل في إسناد حديث‌

«من أهديت له هدية و عنده قوم جلوس فهم شركاؤه»

فقال أبو يوسف: إنما ذاك في الأقط و التمر و الزبيب، و لم تكن الهدايا في ذلك الوقت ما ترون، يا غلام ارفع هذا إلى الخزائن، و لم يعطهم منها شيئا. و قال بشر بن غياث المريسي: سمعت أبا يوسف يقول:

صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة ثم انصبت على الدنيا سبع عشرة سنة، و ما أظن أجلى إلا أن اقترب. فما مكث بعد ذلك إلا شهورا حتى مات.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست