responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 180

سلم الخاسر إذا ركب إلى دار الخلافة يأتى على برذون و عليه حلة تساوى ألف دينار، و الطيب ينفخ من ثيابه، و يأتى هو في شر حالة و أسوئها. و خرج يوما إلى المهدي فقالت امرأة من أهله: إن أطلق لك الخليفة شيئا فاجعل لي منه شيئا. فقال: إن أعطانى مائة ألف درهم فلك درهم. فأعطاه ستين ألفا فأعطاها أربعة دوانيق. توفى ببغداد في هذه السنة، و دفن في مقبرة نصر بن مالك.

و القاضي أبو يوسف‌

و اسمه يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حسنة، و هي أمه، و أبوه بجير بن معاوية، استصغر يوم أحد، و أبو يوسف كان أكبر أصحاب أبى حنيفة، روى الحديث عن الأعمش و همام ابن عروة و محمد بن إسحاق و يحيى بن سعيد و غيرهم. و عنه محمد بن الحسن و أحمد بن حنبل و يحيى ابن معين. قال على بن الجعد: سمعته يقول: توفى أبى و أنا صغير فأسلمتني أمى إلى قصار فكنت أمر على حلقة أبى حنيفة فأجلس فيها، فكانت أمى تتبعني فتأخذ بيدي من الحلقة و تذهب بى إلى القصار، ثم كنت أخالفها في ذلك و أذهب إلى أبى حنيفة، فلما طال ذلك عليها قالت لأبى حنيفة:

إن هذا صبي يتيم ليس له شي‌ء إلا ما أطعمه من مغزلى، و إنك قد أفسدته على. فقال لها: اسكتي يا رعناء، ها هو ذا يتعلم العلم و سيأكل الفالوذج بدهن الفستق في صحون الفيروزج. فقالت له: إنك شيخ قد خرفت. قال أبو يوسف: فلما وليت القضاء- و كان أول من ولاه القضاء الهادي و هو أول من لقب قاضى القضاة، و كان يقال له: قاضى قضاة الدنيا، لأنه كان يستنيب في سائر الأقاليم التي يحكم فيها الخليفة-. قال أبو يوسف: فبينا أنا ذات يوم عند الرشيد إذ أتي بفالوذج في صحن فيروزج فقال لي: كل من هذا، فإنه لا يصنع لنا في كل وقت. و قلت: و ما هذا يا أمير المؤمنين؟

فقال: هذا الفالوذج. قال فتبسمت فقال: ما لك تتبسم؟ فقلت: لا شي‌ء أبقى اللَّه أمير المؤمنين.

فقال: لتخبرني. فقصصت عليه القصة فقال: إن العلم ينفع و يرفع في الدنيا و الآخرة. ثم قال:

رحم اللَّه أبا حنيفة، فلقد كان ينظر بعين عقله ما لا ينظر بعين رأسه. و كان أبو حنيفة يقول عن أبى يوسف: إنه أعلم أصحابه. و قال المزني: كان أبو يوسف أتبعهم للحديث. و قال ابن المديني: كان صدوقا. و قال ابن معين: كان ثقة. و قال أبو زرعة: كان سليما من التجهم. و قال بشار الخفاف: سمعت أبا يوسف يقول: من قال القرآن مخلوق فحرام كلامه، و فرض مباينته، و لا يجوز السلام و لا رده عليه. و من كلامه الّذي ينبغي كتابته بماء الذهب قوله: من طلب المال بالكيمياء أفلس، و من تتبع غرائب الحديث كذب، و من طلب العلم بالكلام تزندق. و لما تناظر هو و مالك بالمدينة بحضرة الرشيد في مسألة الصاع و زكاة الخضراوات احتج مالك بما استدعى به من تلك الصيعان المنقولة عن آبائهم و أسلافهم، و بأنه لم يكن الخضراوات يخرج فيها شي‌ء في زمن الخلفاء الراشدين. فقال‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست