responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 177

أصاب للَّه دره، و قد ارتحل إلى خراسان ليحظى عند طلحة بن طاهر فإنه كان يحب النحو فمرض هناك مرضه الّذي توفى فيه فتمثل عند الموت:

يؤمل دنيا لتبقى له‌* * * فمات المؤمل قبل الأمل‌

يربى فسيلا ليبقى له‌* * * فعاش الفسيل و مات الرجل‌

و يقال: إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه فدمعت عين أخيه فاستفاق فرآه يبكى فقال:

و كنا جميعا فرق الدهر بيننا* * * إلى الأمد الأقصى فمن يأمن الدهرا

قال الخطيب البغدادي: يقال إنه توفى و عمره ثنتان و ثلاثون سنة. و فيها توفيت:

عفيرة العابدة

كانت طويلة الحزن كثيرة البكاء. قدم قريب لها من سفر فجعلت تبكى، فقيل لها في ذلك فقالت: لقد ذكرني قدوم هذا الفتى يوم القدوم على اللَّه، فمسرور و مثبور. و فيها مات مسلم بن خالد الزنجي شيخ الشافعيّ، كان من أهل مكة، و لقد تكلموا فيه لسوء حفظه.

ثم دخلت سنة إحدى و ثمانين و مائة

فيها غزا الرشيد بلاد الروم فافتتح حصنا يقال له الصفصاف، فقال في ذلك مروان بن أبى حفصة:

إن أمير المؤمنين المنصفا* * * قد ترك الصفصاف قاعا صفصفا

و فيها غزا عبد الملك بن صالح بلاد الروم فبلغ أنقرة و افتتح مطمورة. و فيها تغلبت المحمرة على جرجان. و فيها أمر الرشيد أن يكتب في صدور الرسائل الصلاة على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بعد الثناء على اللَّه عز و جل. و فيها حج بالناس الرشيد و تعجل بالنفر، و سأله يحيى بن خالد أن يعفيه من الولاية فأعفاه و أقام يحيى بمكة.

و فيها توفى:

الحسن بن قحطبة

أحد أكابر الأمراء، و حمزة بن مالك، ولى إمرة خراسان في أيام الرشيد، و خلف بن خليفة شيخ الحسن بن عرفة عن مائة سنة:

و عبد اللَّه بن المبارك‌

أبو عبد الرحمن المروزي، كان أبوه تركيا مولى لرجل من التجار من بنى حنظلة من أهل همذان، و كان ابن المبارك إذا قدمها أحسن إلى ولد مولاهم، و كانت أمه خوارزمية، ولد لثمان عشرة و مائة، و سمع إسماعيل بن خالد، و الأعمش، و هشام بن عروة، و حميد الطويل، و غيرهم من أئمة التابعين.

و حدث عنه خلائق من الناس، و كان موصوفا بالحفظ و الفقه و العربية و الزهد و الكرم و الشجاعة و الشعر، له التصانيف الحسان، و الشعر الحسن المتضمن حكما جمة، و كان كثير الغزو و الحج، و كان له رأس مال نحو أربعمائة ألف يدور يتجر به في البلدان، فحيث اجتمع بعالم أحسن إليه، و كان يربو كسبه في كل سنة على مائة ألف ينفقها كلها في أهل العبادة و الزهد و العلم، و ربما أنفق من رأس ماله. قال‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست