responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 176

نسله قضاة و وزراء و صلحاء، و أدرك الدولتين الأموية و العباسية. و كان نصرانيا فأسلم و حسن إسلامه و كان يكتب بالعربية و الفارسية و السريانية، و كان يعرب الكتب بين يدي ربيعة لما ولاه السفاح الأنبار. و فيها توفى:

عبد الوارث بن سعيد البيروتي أحد الثقات و عافية بن يزيد

ابن قيس القاضي للمهدي على جانب بغداد الشرقي، هو و ابن علاثة، و كانا يحكمان بجامع الرصافة، و كان عافية عابدا زاهدا، ورعا، دخل يوما على المهدي في وقت الظهيرة فقال: يا أمير المؤمنين اعفنى، فقال له المهدي: و لم أعفيك؟ هل اعترض عليك أحد من الأمراء؟ فقال له: لا و لكن كان بين اثنين خصومة عندي فعمد أحدهما إلى رطب السكر- و كأنه سمع أنى أحبه- فأهدى إلى منه طبقا لا يصلح إلا لأمير المؤمنين، فرددته عليه، فلما أصبحنا: و جلسنا إلى الحكومة لم يستويا عندي في قلبي و لا نظري، بل مال قلبي إلى المهدي منهما، هذا مع أنى لم أقبل منه ما أهداه فكيف لو قبلت منه؟ فاعفنى عفا اللَّه عنك فأعفاه. و قال الأصمعي: كنت عند الرشيد يوما و عنده عافية و قد أحضره لأن قوما استعدوا عليه إلى الرشيد، فجعل الرشيد يوقفه على ما قيل عنه و هو يجيب عما يسأله.

و طال المجلس فعطس الخليفة فشمته الناس و لم يشمته عافية، فقال له الرشيد: لم لم تشمتنى مع الناس؟

فقال: لأنك لم تحمد اللَّه، و احتج بالحديث في ذلك. فقال له الرشيد: ارجع لعملك فو اللَّه ما كنت لتفعل ما قيل عنك، و أنت لم تسامحني في عطسة لم أحمد اللَّه فيها. ثم رده ردا جميلا إلى ولايته.

و فيها توفى:

سيبويه‌

إمام النحاة، و اسمه عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر، المعروف بسيبويه، مولى بنى الحارث بن كعب، و قيل مولى آل الربيع بن زياد، و إنما سمى سيبويه لأن أمه كانت ترقصه و تقول له ذلك، و معنى سيبويه رائحة التفاح، و قد كان في ابتداء أمره يصحب أهل الحديث و الفقهاء، و كان يستملى على حماد بن سلمة، فلحن يوما فرد عليه قوله فأنف من ذلك، فلزم الخليل بن أحمد فبرع في النحو، و دخل بغداد و ناظر الكسائي. و كان سيبويه شابا حسنا جميلا نظيفا، و قد تعلق من كل علم بسبب، و ضرب مع كل أهل أدب بسهم، مع حداثة سنه. و قد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه، و شرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحرة، و استخرجوا من درره، و لم يبلغوا إلى قعره. و قد زعم ثعلب أنه لم ينفرد بتصنيفه، بل ساعده جماعة في تصنيفه نحوا من أربعين نفسا هو أحدهم، و هو أصول الخليل، فادعاه سيبويه إلى نفسه. و قد استبعد ذلك السيرافي في كتاب طبقات النحاة.

قال: و قد أخذ سيبويه اللغات عن أبى الخطاب و الأخفش و غيرهما، و كان سيبويه يقول: سعيد بن أبى العروبة، و العروبة يوم الجمعة، و كان يقول: من قال عروبة فقد أخطأ. فذكر ذلك ليونس فقال‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست