responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 175

يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة». ثم قال: هذا حديث حسن. و قد روى عن ابن عيينة أنه قال: هو مالك بن أنس. و كذا قال عبد الرزاق. و عن ابن عيينة رواية أنه عبد العزيز بن عبد اللَّه العمرى. و قد ترجمه ابن خلكان في الوفيات فأطنب و أتى بفوائد جمة.

ثم دخلت سنة ثمانين و مائة

فيها هاجت الفتنة بالشام بين النزارية و اليمنية، فانزعج الرشيد لذلك فندب جعفر البرمكي إلى الشام في جماعة من الأمراء و الجنود، فدخل الشام فانقاد الناس له و لم يدع جعفر بالشام فرسا و لا سيفا و لا رمحا إلا استلبه من الناس، و أطفأ اللَّه به نار تلك الفتنة. و في ذلك يقول بعض الشعراء:

لقد أوقدت بالشام نيران فتنة* * * فهذا أوان الشام تخمد نارها

إذا جاش موج البحر من آل برمك‌* * * عليها خبت شهبانها و شرارها

رماها أمير المؤمنين بجعفر* * * و فيه تلافى صدعها و انكسارها

رماها بميمون النقيبة ماجد* * * تراضى به قحطانها و نزارها

ثم كر جعفر راجعا إلى بغداد بعد ما استخلف على الشام عيسى العكي، و لما قدم على الرشيد أكرمه و قربه و أدناه، و شرع جعفر يذكر كثرة وحشته له في الشام، و يحمد اللَّه الّذي من عليه برجوعه إلى أمير المؤمنين و رؤيته وجهه. و فيها ولى الرشيد جعفرا خراسان و سجستان فاستعمل على ذلك محمد بن الحسن بن قحطبة، ثم عزل الرشيد جعفرا عن خراسان بعد عشرين ليلة. و فيها هدم الرشيد سور الموصل بسبب كثرة الخوارج، و جعل الرشيد جعفرا على الحرس، و نزل الرشيد الرقة و استوطنها و استناب على بغداد ابنه الأمين محمدا و ولاه العراقين، و عزل هرثمة عن إفريقية و استدعاه إلى بغداد فاستنابه جعفر على الحرس. و فيها كانت بمصر زلزلة شديدة سقط منها رأس منارة الاسكندرية. و فيها خرج بالجزيرة خراشة الشيباني فقتله مسلم بن بكار بن مسلم العقيلي. و فيها ظهرت طائفة بجرجان يقال لها المحمرة لبسوا الحمرة و اتبعوا رجلا يقال له عمرو بن محمد العمركي، و كان ينسب إلى الزندقة، فبعث الرشيد يأمر بقتله فقتل و أطفأ اللَّه نارهم في ذلك الوقت. و فيها غزا الصائفة زفر بن عاصم. و حج بالناس موسى بن محمد بن على بن عبد اللَّه بن عباس.

و فيها كانت وفاة جماعة من الأعيان:

إسماعيل بن جعفر بن أبى كثير الأنصاري‌

قارئ أهل المدينة و مؤدب على بن المهدي ببغداد. و قد مات على بن المهدي في هذه السنة أيضا. و قد ولى إمارة الحج غير مرة، و كان أسن من الرشيد بشهور.

حسان بن أبى سنان‌

ابن أبى أوفى بن عوف التنوخي الأنباري، ولد سنة ستين، و رأى أنس بن مالك و دعا له فجاء من‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست