responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 173

إذا ما البرمكي غدا ابن عشر* * * فهمته أمير أو وزير

و قد اتفق للفضل في هذه السفرة إلى خراسان أشياء غريبة، و فتح بلادا كثيرة، منها كابل و ما وراء النهر، و قهر ملك الترك و كان ممتنعا، و أطلق أموالا جزيلة جدا، ثم قفل راجعا إلى بغداد، فلما اقترب منها خرج الرشيد و وجوه الناس إليه، و قدم عليه الشعراء و الخطباء و أكابر الناس، فجعل يطلق الألف ألف، و الخمسمائة ألف و نحوها، و أنفذ في ذلك من الأموال شيئا كثيرا لا يمكن حصره إلا بتعب و كلفة، و قد دخل عليه بعض الشعراء و البدر موضوعة بين يديه و هي تفرق على الناس فقال:

كفى اللَّه بالفضل بن يحيى بن خالد* * * وجود يديه بخل كل بخيل‌

فأمر له بمال جزيل. و غزا الصائفة في هذه السنة معاوية بن زفر بن عاصم. و غزا الشاتية سليمان ابن راشد. و حج بالناس فيها محمد بن إبراهيم بن محمد بن على بن عبد اللَّه بن عباس نائب مكة.

و فيها توفى جعفر بن سليمان، و عنتر بن القاسم، و عبد الملك بن محمد بن أبى بكر بن عمرو بن حزم القاضي ببغداد، و صلى عليه الرشيد و دفن بها، و قد قيل إنه مات في التي قبلها فاللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة تسع و سبعين و مائة

فيها كان قدوم الفضل بن يحيى من خراسان و قد استخلف عليها عمر بن جميل، فولى الرشيد عليها منصور بن يزيد بن منصور الحميري. و فيها عزل الرشيد خالد بن برمك عن الحجوبة و ردها إلى الفضل بن الربيع. و فيها خرج بخراسان حمزة بن أترك السجستاني، و كان من أمره ما سيأتي طرف منه. و فيها رجع الوليد بن طريف الشاري إلى الجزيرة و اشتدت شوكته و كثر أتباعه، فبعث إليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني فراوغه حتى قتله و تفرق أصحابه، فقالت الفارعة في أخيها الوليد ابن طريف ترثيه:

أيا شجر الخابور مالك مورقا* * * كأنك لم تجزع على ابن طريف‌

فتى لا يحب الزاد إلا من التقى‌* * * و لا المال إلا من قنا و سيوف‌

و فيها خرج الرشيد معتمرا من بغداد شكرا للَّه عز و جل، فلما قضى عمرته أقام بالمدينة حتى حج بالناس في هذه السنة، فمشى من مكة إلى منى ثم إلى عرفات، و شهد المشاهد و المشاعر كلها ماشيا، ثم انصرف إلى بغداد على طريق البصرة.

و فيها توفى:

إسماعيل بن محمد

ابن يزيد بن ربيعة أبو هاشم الحميري الملقب بالسيد، كان من الشعراء المشهورين المبرزين فيه، و لكنه كان رافضيا خبيثا، و شيعيا غثيثا، و كان ممن يشرب الخمر و يقول بالرجعة- أي بالدور- قال يوما لرجل: أقرضنى دينارا و لك عندي مائة دينار إذا رجعنا إلى الدنيا. فقال له‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست