responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 167

ثم دخلت سنة ست و سبعين و مائة

فيها كان ظهور يحيى بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب ببلاد الديلم، و اتبعه خلق كثير و جم غفير، و قويت شوكته، و ارتحل إليه الناس من الكور و الأمصار، فانزعج لذلك الرشيد و قلق من أمره، فندب إليه الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك في خمسين ألفا، و ولاه كور الجبل و الري و جرجان و طبرستان و قومس و غير ذلك. فسار الفضل بن يحيى إلى تلك الناحية في أبهة عظيمة، و كتب الرشيد تلحقه مع البرد في كل منزلة، و أنواع التحف و البر، و كاتب الرشيد صاحب الديلم و وعده بألف ألف درهم إن هو سهل خروج يحيى إليهم، و كتب الفضل إلى يحيى بن عبد اللَّه يعده و يمنيه و يؤمله و يرجيه، و أنه إن خرج إليه أن يقيم له العذر عند الرشيد. فامتنع يحيى أن يخرج إليهم حتى يكتب له الرشيد كتاب أمان بيده. فكتب الفضل إلى الرشيد بذلك ففرح الرشيد و وقع منه موقعا عظيما. و كتب الأمان بيده و أشهد عليه القضاة و الفقهاء و مشيخة بنى هاشم، منهم عبد الصمد بن على، و بعث الأمان و أرسل معه جوائز و تحفا كثيرة إليهم، ليدفعوا ذلك جميعه إليه. ففعلوا و سلمه إليه فدخلوا به بغداد، و تلقاه الرشيد و أكرمه و أجزل له في العطاء، و خدمه آل برمك خدمة عظيمة، بحيث إن يحيى بن خالد كان يقول: خدمته بنفسي و ولدى: و عظم الفضل عند الرشيد جدا بهذه الفعلة حيث سعى بالصلح بين العباسيين و الفاطميين، ففي ذلك يقول مروان ابن أبى حفصة يمدح الفضل بن يحيى و يشكره على صنيعه هذا:

ظفرت فلا شلت يد برمكية* * * رتقت بها الفتق الّذي بين هاشم‌

على حين أعيا الراتقين التئامه‌* * * فكفوا و قالوا ليس بالمتلائم‌

فأصبحت قد فازت يداك بخطة* * * من المجد باق ذكرها في المواسم‌

و ما زال قدح الملك يخرج فائزا* * * لكم كلما ضمّت قداح المساهم‌

قالوا: ثم إن الرشيد تنكر ليحيى بن عبد اللَّه بن حسن و تغير عليه، و يقال: إنه سجنه ثم استحضروه و عنده جماعات من الهاشميين، و أحضر الأمان الّذي بعث به إليه فسأل الرشيد محمد بن الحسن عن هذا الأمان أ صحيح هو؟ قال: نعم! فتغيظ الرشيد عليه. و قال أبو البختري: ليس هذا الأمان بشي‌ء فاحكم فيه بما شئت، و مزق الأمان. و بصق فيه أبو البختري، و أقبل الرشيد على يحيى بن عبد اللَّه فقال: هيه هيه، و هو يبسم تبسم الغضب، و قال: إن الناس يزعمون أنا سممناك. فقال يحيى: يا أمير المؤمنين إن لنا قرابة و رحما و حقا، فعلام تعذبني و تحبسني؟ فرق له الرشيد، فاعترض بكار بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير فقال: يا أمير المؤمنين لا يغرنك هذا الكلام من هذا، فإنه عاص شاق، و إنما هذا منه مكر و خبث. و قد أفسد علينا مدينتنا و أظهر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست