responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 163

و هو حديث مرفوع في مسح رأس اليتيم إلى مقدم رأسه، و مسح رأس من له أب إلى مؤخر رأسه.

و قد وفد على الرشيد فهنأه بالخلافة فأكرمه و عظمه و زاده في عمله شيئا كثيرا. و لما أراد الخروج خرج معه الرشيد يشيعه إلى كلواذا. توفى في جمادى الآخرة من هذه السنة عن إحدى و خمسين سنة، و قد أرسل الرشيد من اصطفى من ماله الصامت فوجد له من الذهب ثلاثة آلاف ألف دينار، و من الدراهم ستة آلاف ألف، خارجا عن الأملاك.

و قد ذكر ابن جرير أن وفاته و وفاة الخيزران في يوم واحد، و قد وقفت جارية من جواريه على قبره فأنشأت تقول:

أمسى التراب لمن هويت مبيتا* * * الق التراب فقل له حييتا

إنا نحبك يا تراب و ما بنا* * * إلا كرامة من عليه حثيتا

و فيها توفيت الخيزران جارية المهدي و أم أمير المؤمنين الهادي و الرشيد، اشتراها المهدي و حظيت عنده جدا ثم أعتقها و تزوجها و ولدت له خليفتين: موسى الهادي و الرشيد. و لم يتفق هذا لغيرها من النساء إلا الولادة بنت العباس العبسية، زوجة عبد الملك بن مروان، و هي أم الوليد و سليمان. و كذلك لشاه فرند بنت فيروز بن يزدجرد، ولدت لمولاها الوليد بن عبد الملك: مروان و إبراهيم. و كلاهما ولى الخلافة.

و قد روى من طريق الخيزران عن مولاها المهدي عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: «من اتقى اللَّه وقاه كل شي‌ء».

و لما عرضت الخيزران على المهدي ليشتريها أعجبته إلا دقة في ساقيها، فقال لها: يا جارية إنك لعلى غاية المنى و الجمال لو لا دقة ساقيك و خموشهما. فقالت: يا أمير المؤمنين إنك أحوج ما تكون اليهما لا تراهما. فاستحسن جوابها و اشتراها و حظيت عنده جدا. و قد حجت الخيزران مرة في حياة المهدي فكتب: إليها و هي بمكة يستوحش لها و يتشوق إليها بهذا الشعر:-

نحن في غاية السرور و لكن‌* * * ليس إلا بكم يتم السرور

عيب ما نحن فيه يا أهل ودى‌* * * أنكم غيّب و نحن حضور

فأجدّوا في السير بل إن قدرتم‌* * * أن تطيروا مع الرياح فطيروا

فأجابته أو أمرت من أجابه:

قد أتانا الّذي وصفت من الشوق‌* * * فكدنا و ما قدرنا نطير

ليت أن الرياح كن يؤدين‌* * * إليكم ما قد يكنّ الضمير

لم أزل صبة فان كنت بعدي‌* * * في سرور فدام ذاك السرور

و ذكروا أنه أهدى إليها محمد بن سليمان نائب البصرة الّذي مات في اليوم الّذي ماتت فيه مائة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست