responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 153

في الناس، و لم يعط أهله و مواليه منها شيئا، بل أجرى لهم أرزاقا بحسب كفايتهم من بيت المال، لكل واحد خمسمائة في الشهر غير الأعطيات و قد كان أبوه حريصا على توفير بيت المال، و إنما كان ينفق في السنة ألفى درهم من مال السراة، و أمر المهدي ببناء مسجد الرصافة و عمل خندق و سور حولها، و بنى مدنا ذكرناها فيما تقدم.

و ذكر له عن شريك بن عبد اللَّه القاضي أنه لا يرى الصلاة خلفه، فأحضره فتكلم معه ثم قال له الهدى في جملة كلامه: يا ابن الزانية! فقال له شريك: معه مه يا أمير المؤمنين. فلقد كانت صوامة قوامة. فقال له: يا زنديق لأقتلنك. فضحك شريك، فقال: يا أمير المؤمنين إن للزنادقة علامات يعرفون بها، شربهم القهوات، و اتخاذهم القينات. فأطرق المهدي و خرج شريك من بين يديه. و ذكروا أنه هاجت ريح شديدة، فدخل المهدي بيتا في داره فألزق خده بالتراب و قال: اللَّهمّ إن كنت أنا المطلوب بهذه العقوبة دون الناس فها أنا ذا بين يديك، اللَّهمّ لا تشمت بى الأعداء من أهل الأديان. فلم يزل كذلك حتى انجلت. و دخل عليه رجل يوما و معه نعل فقال: هذه نعل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قد أهديتها لك. فقال: هاتها، فناوله إياها، فقبلها و وضعها على عينيه و أمر له بعشرة آلاف درهم. فلما انصرف الرجل قال المهدي: و اللَّه إني لأعلم أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) لم ير هذه النعل، فضلا عن أن يلبسها، و لكن لو رددته لذهب يقول للناس: أهديت إليه نعل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فردها على، فتصدقه الناس، لأن العامة تميل إلى أمثالها، و من شأنهم نصر الضعيف على القوى و إن كان ظالما، فاشترينا لسانه بعشرة آلاف درهم، و رأينا هذا أرجح و أصلح.

و اشتهر عنه أنه كان يحب اللعب بالحمام و السباق بينها، فدخل عليه جماعة من المحدثين فيهم‌

عتاب بن إبراهيم فحدثه بحديث أبى هريرة: «لا سبق إلا في خف أو نعل أو حافر». و زاد في الحديث «أو جناح»

فأمر له بعشرة آلاف. و لما خرج قال: و اللَّه إني لأعلم أن عتابا كذب على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم). ثم أمر بالحمام فذبح و لم يذكر عتابا بعدها. و قال الواقدي: دخلت على المهدي يوما فحدثته بأحاديث فكتبها عنى ثم قام فدخل بيوت نسائه ثم خرج و هو ممتلئ غيظا فقلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: دخلت على الخيزران فقامت إلى و مزقت ثوبي و قالت: ما رأيت منك خيرا، و إني و اللَّه يا واقدى إنما اشتريتها من نخاس، و قد نالت عندي ما نالت، و قد بايعت لولديها بإمرة المؤمنين من بعدي. فقلت: يا أمير المؤمنين‌

إن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: «إنهن يغلبن الكرام و يغلبهنّ اللئام».

و قال: «خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهله، و قد خلقت المرأة من ضلع أعوج إن قومته كسرته».

و حدثته في هذا الباب بكلام حضرني. فأمر لي بألفي دينار، فلما وافيت المنزل إذا رسول الخيزران قد لحقني بألفي دينار إلى عشرة دنانير، و إذا معه أثواب أخر، و بعثت تشكرني و تثنى على معروفا.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست