responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 152

بنت منصور بن عبد اللَّه الحميري.

روى عن أبيه عن جده عبد اللَّه بن عباس‌ «أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) جهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم». رواه عنه يحيى بن حمزة النهشلي قاضى دمشق،

و ذكر أنه صلى خلف المهدي حين قدم دمشق فجهر في السورتين بالبسملة، و أسند ذلك عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و رواه غير واحد عن يحيى بن حمزة، و رواه المهدي عن المبارك بن فضالة، و رواه عنه أيضا جعفر ابن سليمان الضبعي، و محمد بن عبد اللَّه الرقاشيّ، و أبو سفيان سعيد بن يحيى بن مهدي.

و كان مولد المهدي في سنة ست أو سبع و عشرين و مائة، أو في سنة إحدى و عشرين و مائة، ولى الخلافة بعد موت أبيه في ذي الحجة سنة ثمان و خمسين و مائة، و عمره إذ ذاك ثلاث و ثلاثون سنة، ولد بالحمية من أرض البلقاء، و توفى في المحرم من هذه السنة- أعنى سنة تسع و ستين و مائة- عن ثلاث أو ثمان و أربعين سنة، و كانت خلافته عشر سنين و شهرا و بعض شهر، و كان أسمر طويلا جعد الشعر، على إحدى عينية نكتة بيضاء، قيل على عينه اليمنى، و قيل اليسرى. قال الربيع الحاجب: رأيت المهدي يصلى في ليلة مقمرة في بهو له عليه ثياب حسنة، فما أدرى هو أحسن أم القمر، أم بهوه، أم ثيابه. فقرأ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ‌ الآية. ثم أمرنى فأحضرت رجلا من أقاربه كان مسجونا فأطلقه. و لما جاء خبر موت أبيه بمكة كما تقدم، كتم الأمر يومين ثم نودي في الناس يوم الخميس الصلاة جامعة، فقام فيهم خطيبا فأعلمهم بموت أبيه و قال: إن أمير المؤمنين دعي فأجاب فعند اللَّه أحتسب أمير المؤمنين و أستعينه على خلافة المسلمين. ثم بايعه الناس بالخلافة يومئذ. و قد عزاه أبو دلامة و هنأه في قصيدة له يقول فيها:-

عيناي واحدة ترى مسرورة* * * بأميرها جذلا و أخرى تذرف‌

تبكى و تضحك تارة و يسوءها* * * ما أنكرت و يسرها ما تعرف‌

فيسوؤها موت الخليفة محرما* * * و يسرها أن قام هذا الأرأف‌

ما إن رأيت كما رأيت و لا أرى‌* * * شعرا أرجله و آخر ينتف‌

هلك الخليفة يال أمة أحمد* * * و أتاكم من بعده من يخلف‌

أهدى لهذا اللَّه فضل خلافة* * * و لذاك جنات النعيم تزخرف‌

و قد قال المهدي يوما في خطبة: أيها الناس أسروا مثلما تعلنون من طاعتنا تهنكم العافية، و تحمدوا العاقبة، و اخفضوا جناح الطاعة لمن ينشر معدلته فيكم، و يطوى ثوب الإصر عنكم، و أهال عليكم السلامة و لين المعيشة من حيث أراه اللَّه، مقدما ذلك على فعل من تقدمه، و اللَّه لأعفين عمري من عقوبتكم، و لأحملن نفسي على الإحسان إليكم. قال: فأشرقت وجوه الناس من حسن كلامه. ثم استخرج حواصل أبيه من الذهب و الفضة التي كانت لا تحد و لا توصف كثرة، ففرقها

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست