responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 150

له ثلاثة عشر ألف بيت من الشعر. فلما بلغ المهدي أنه هجاه و شهد عليه قوم أنه زنديق أمر به فضرب حتى مات عن بضع و سبعين سنة. و قد ذكره ابن خلكان في الوفيات، فقال: بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي مولاهم، و قد نسبه صاحب الأغاني فأطال نسبه. و هو بصرى قدم بغداد أصله من طخارستان، و كان ضخما عظيم الخلق، و شعره في أول طبقات المولدين، و من شعره البيت المشهور:

هل تعلمين وراء الحب منزلة* * * تدنى إليك فان الحب أقصانى‌

و قوله:

أنا و اللَّه أشتهى سحر عينيك‌* * * و أخشى مصارع العشاق‌

و له:

يا قوم أذنى لبعض الحي عاشقة* * * و الأذن تعشق قبل العين أحيانا

قالوا لم لا نرى عينيك قلت لهم‌* * * الأذن كالعين تروى القلب مكانا [1]

و له:

إذا بلغ الرأى التشاور فاستعن‌* * * بحزم نصيح أو نصيحة حازم‌

و لا تجعل الشورى عليك غضاضة* * * فريش الخوافي قوة للقوادم‌

و ما خير كف أمسك الغلّ أختها* * * و ما خير سيف لم يؤيد بقائم‌

كان بشار يمدح المهدي حتى وشى إليه الوزير [2] أنه هجاه و قذفه و نسبه إلى شي‌ء من الزندقة، و أنه يقول بتفضيل النار على التراب، و عذر إبليس في السجود لآدم، و أنه أنشد:-

الأرض مظلمة و النار مشرقة* * * و النار معبودة مد كانت النار

فأمر المهدي بضربه فضرب حتى مات. و يقال: إنه غرق ثم نقل إلى البصرة في هذه السنة.

و فيها توفى الحسن بن صالح بن حيي، و حماد بن سلمة، و الربيع بن مسلم، و سعيد بن عبد العزيز ابن مسلم، و عتبة الغلام: و هو عتبة بن أبان بن صمعة أحد العباد المشهورين البكاءين المذكورين، كان يأكل من عمل يده في الخوص، و يصوم الدهر و يفطر على الخبز و الملح. و القاسم الحذاء، و أبو هلال محمد بن سليم، و محمد بن طلحة، و أبو حمزة اليشكري محمد بن ميمون.

ثم دخلت سنة ثمان و ستين و مائة

فيها في رمضان منها نقضت الروم ما بينهم و بين المسلمين من الصلح الّذي عقده هارون الرشيد عن أمر أبيه المهدي، و لم يستمروا على الصلح إلا ثنتين و ثلاثين شهرا، فبعث نائب الجزيرة خيلا إلى الروم فقتلوا و أسروا و غنموا و سلموا. و فيها اتخذ المهدي دواوين الأزمّة [3] و لم يكن بنو أمية يعرفون ذلك. و فيها حج بالناس على بن محمد المهدي الّذي يقال له ابن ريطة. و فيها توفى الحسن‌


[1] في هذا البيت تحريف‌

[2] بهامش التركية: أي نسب الوزير لبشار.

[3] و يسمى واحدها (ديوان الزمام). و روى أنه لما جمعت الدواوين لعمر بن بزيع تفكر فإذا هو لا يضبطها إلا بزمام يكون له على كل ديوان فاتخذ دواوين الازمة في خلافة المهدي.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست