responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 149

يلومه على ذلك و يقول: ما على هذا استوزرتنى، و لا على هذا صحبتك، أبعد الصلوات الخمس في المسجد الحرام يشرب الخمر و يغنى بين يديك؟ فيقول له المهدي: فقد سمع عبد اللَّه بن جعفر، فقال له يعقوب: إن ذلك لم يكن له من حسناته، و لو كان هذا قربة لكان كلما داوم عليه العبد أفضل. و في ذلك يقول بعض الشعراء حثا للمهدي على ذلك:

فدع عنك يعقوب بن داود جانبا* * * و أقبل على صهباء طيبة النشر

و فيها ذهب المهدي إلى قصره المسمى بعيساباذ- بنى له بالآجر بعد القصر الأول الّذي بناه باللبن- فسكنه و ضرب هناك الدراهم و الدنانير. و فيها أمر المهدي بإقامة البريد بين مكة و المدينة و اليمن و لم يفعل أحد هذا قبل هذه السنة. و فيها خرج موسى الهادي إلى جرجان. و فيها ولى القضاء أبا يوسف صاحب أبى حنيفة. و فيها حج بالناس إبراهيم بن يحيى بن محمد عامل الكوفة. و لم يكن في هذه السنة صائفة للهدنة التي كانت بين الرشيد و بين الروم. و فيها توفى صدقة بن عبد اللَّه السمن، و أبو الأشهب العطاردي، و أبو بكر النهشلي، و عفير بن معدان.

ثم دخلت سنة سبع و ستين و مائة

فيها وجه المهدي ابنه موسى الهادي إلى جرجان في جيش كثيف لم ير مثله، و جعل على رسائله أبان بن صدقة. و فيها توفى عيسى بن موسى الّذي كان ولى العهد من بعد المهدي: مات بالكوفة فأشهد نائبها روح بن حاتم على وفاته القاضي و جماعة من الأعيان. ثم دفن. و كان قد امتنع من الصلاة عليه فكتب إليه المهدي يعنفه أشد التعنيف، و أمر بمحاسبته على عمله. و فيها عزل المهدي أبا عبيد اللَّه معاوية بن عبيد اللَّه عن ديوان الرسائل و ولاه الربيع بن يونس الحاجب، فاستخلف فيه سعيد بن واقد و كان أبو عبيد اللَّه يدخل على مرتبته. و فيها وقع وباء شديد و سعال كثير ببغداد و البصرة، و أظلمت الدنيا حتى كانت كالليل حتى تعالى النهار، و كان ذلك لليال بقين من ذي الحجة من هذه السنة. و فيها تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم و قتلهم صبرا بين يديه، و كان المتولي أمر الزنادقة عمر الكلواذي. و فيها أمر المهدي بزيادة كثيرة في المسجد الحرام، فدخل في ذلك دور كثيرة، و ولى ذلك ليقطين بن موسى الموكل بأمر الحرمين، فلم يزل في عمارة ذلك حتى مات المهدي كما سيأتي. و لم يكن للناس صائفة للهدنة. و حج بالناس نائب المدينة إبراهيم بن محمد.

و توفى بعد فراغه من الحج بأيام. و ولى مكانه إسحاق بن عيسى بن على بن عبد اللَّه بن عباس.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

بشار بن برد أبو معاذ الشاعر مولى عقيل، ولد أعمى، و قال الشعر و هو دون عشر سنين، و له التشبيهات التي لم يهتد إليها البصراء. و قد أثنى عليه الأصمعي و الجاحظ و أبو تمام و أبو عبيدة، و قال‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست