responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 15

خشية أن يمتنع منصور بن جمهور من تسليم البلاد إليه، فسلم اليه و سمع و أطاع و سلم. و كتب الخليفة إلى نصر بن سيار باستمراره بولاية خراسان مستقلا بها، فخرج عليه رجل يقال له الكرماني، لأنه ولد بكرمان، و هو أبو على جديع بن على بن شبيب المغنى، و اتبعه خلق كثير بحيث إنه كان يشهد الجمعة في نحو من ألف و خمسمائة، و كان يسلم على نصر بن سيار و لا يجلس عنده، فتحير نصر بن سيار و امراؤه فيما يصنع به، فاتفق رأيهم بعد جهد على سجنه، فسجن قريبا من شهر، ثم أطلقه فاجتمع إليه ناس كثير، و جم غفير، و ركبوا معه، فبعث إليهم نصر من قاتلهم فقتلهم و قهرهم و كسرهم و استخف جماعات من أهل خراسان بنصر بن سيار و تلاشوا أمره و حرمته، و ألحوا عليه في أعطياتهم و أسمعوه غليظ ما يكره و هو على المنبر، بسفارة سلم بن احوز أدى إليه ذلك، و خرجت الباعة من المسجد الجامع و هو يخطب، و انفض كثير من الناس عنه، فقال لهم نصر فيما قال: و اللَّه لقد نشرتكم و طويتكم و طويتكم و نشرتكم فما عندي عشرة منكم على دين، فاتقوا اللَّه فو اللَّه لئن اختلف فيكم سفيان ليتمنين الرجل منكم أن ينخلع من أهله و ماله و ولده، و لم يكن رآها، ثم تمثل بقول النابغة:

فان يغلب شقاؤكم عليكم‌* * * فانى في صلاحكم سعيت‌

و قال الحارث بن عبد اللَّه بن الحشرج بن الورد بن المغيرة الجعد:-

أبيت أرعى النجوم مرتفقا* * * إذا استقلت نحو أوائلها

من فتنة أصبحت مجللة* * * و قد عم أهل الصلاة شاملها

من بخراسان و العراق و من‌* * * بالشام كل شجاه شاغلها

يمشى السفيه الّذي يعنّف‌* * * بالجهل سواء فيها و عاقلها

فالناس منها في لون مظلمة* * * دهماء ملتجّة غياطلها

و الناس في كربة يكاد لها* * * تنبذ أولادها حواملها

يغدون منها في كل مبهمة* * * عمياء تمنى لهم غوائلها

لا ينظر الناس من عواقبها* * * الا التي لا يبين قائلها

كرغوة البكر أو كصيحة* * * حبلى طرقت حولها قوابلها

فجاء فينا تزري بوجهته‌* * * فيها خطوب حمر زلازلها

و في هذه السنة أخذ الخليفة البيعة من الأمراء و غيرهم بولاية العهد من بعده لأخيه إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، ثم من بعد إبراهيم لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان، و ذلك بسبب مرضه الّذي مات فيه. و كان ذلك في شهر الحجة منها، و قد حرضه على ذلك جماعة من الأمراء و الأكابر و الوزراء. و فيها عزل يزيد عن إمرة الحجاز يوسف بن محمد الثقفي و ولى عليها

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست