responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 14

جزيتكم ما يجليهم عن بلادهم و يقطع سبلهم، و إن لكم عندي أعطياتكم في كل سنة، و أرزاقكم في كل شهر، حتى تستدر المعيشة بين المسلمين، فيكون أقصاهم كأدناهم، فان أنا وفيت لكم بما قلت فعليكم السمع و الطاعة و حسن المؤازرة، و إن أنا لم أوف لكم فلكم أن تخلعونى و إلا أن تستتيبونى، فان ثبت قبلتم منى، و إن علمتم أحدا من أهل الصلاح و الدين يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيكم فأردتم أن تبايعوه فأنا أول من يبايعه و يدخل في طاعته. أيها الناس! إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنما الطاعة طاعة اللَّه فمن أطاع اللَّه فأطيعوه ما أطاع اللَّه، فإذا عصى أو دعا إلى معصية فهو أهل أن يعصى و لا يطاع، بل يقتل و يهان، أقول قولي هذا و أستغفر اللَّه لي و لكم.

و في هذه السنة عزل يزيد بن الوليد يوسف بن عمر عن إمرة العراق لما ظهر منه من الحنق على اليمانية، و هم قوم خالد بن عبد اللَّه القسري، حتى قتل الوليد بن يزيد، و كان قد سجن غالب من ببلاده منهم، و جعل الإرصاد على الثغور خوفا من جند الخليفة، فعزله عنها أمير المؤمنين يزيد بن الوليد، و ولى عليها منصور بن جمهور مع بلاد السند و سجستان و خراسان، و قد كان منصور بن جمهور أعرابيا جلفا، و كان يدين بمذهب الغيلانية القدرية، و لكن كانت له آثار حسنة، و عناء كثير في مقتل الوليد بن يزيد، فحظي بذلك عند يزيد بن الوليد، و يقال إنه لما فرغ الناس من الوليد ذهب من فوره إلى العراق فأخذ البيعة من أهلها إلى يزيد، و قرر بالأقاليم نوابا و عمالا و كر راجعا إلى دمشق في آخر رمضان، فلذلك ولاه الخليفة ما ولاه و اللَّه أعلم.

و أما يوسف بن عمر فإنه فر من العراق فلحق ببلاد البلقاء، فبعث إليه أمير المؤمنين يزيد فأحضره إليه، فلما وقف بين يديه أخذ بلحيته- و كان كبير اللحية جدا، ربما كانت تجاوز سرته و كان قصير القامة- فوبخه و أنبه ثم سجنه و أمر باستخلاص الحقوق منه. و لما انتهى منصور بن جمهور إلى العراق قرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين إليهم في كيفية مقتل الوليد، و أن اللَّه أخذه أخذ عزيز مقتدر، و أنه قد ولى عليهم منصور بن جمهور لما يعلم من شجاعته و معرفته بالحرب، فبايع أهل العراق ليزيد بن الوليد، و كذلك أهل السند و سجستان.

و أما نصر بن سيار نائب خراسان فإنه امتنع من السمع و الطاعة لمنصور بن جمهور، و أبى أن ينقاد لأوامره، و قد كان نصر هذا جهز هدايا كبيرة للوليد بن يزيد فاستمرت له. و في هذه السنة كتب مروان الملقب بالحمار كتابا إلى عمر بن يزيد أخى الوليد بن يزيد، يحثه على القيام بطلب دم أخيه الوليد، و كان مروان يومئذ أميرا على أذربيجان و أرمينية، ثم إن يزيد بن الوليد عزل منصور ابن جمهور عن ولاية العراق و ولى عليها عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز، و قال له: إن أهل العراق يحبون أباك فقد وليتكها، و ذلك في شوال، و كتب له إلى أمراء الشام الذين بالعراق يوصيهم به‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست