responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 147

و في يوم الأربعاء في أواخر ذي القعدة أسس المهدي قصرا من لبن بعيساباذ، ثم عزم على الذهاب إلى الحج فأصابه حمى فرجع من أثناء الطريق، فعطش الناس في الرجعة حتى كاد بعضهم يهلك، فغضب المهدي على يقطين صاحب المصانع، و بعث من حيث رجع المهلب بن صالح بن أبى جعفر ليحج بالناس فحج بهم عامئذ. و فيها توفى شيبان بن عبد الرحمن النحويّ، و عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون، و مبارك بن فضالة صاحب الحسن البصري.

ثم دخلت سنة خمس و ستين و مائة

فيها جهز المهدي ولده الرشيد لغزو الصائفة، و أنفذ معه من الجيوش خمسة و تسعين ألفا و سبعمائة و ثلاثة و تسعين رجلا، و كان معه من النفقة مائة ألف دينار، و أربعة و تسعون ألف دينار، و أربعمائة و خمسون دينارا، و من الفضة إحدى و عشرون ألف ألف و أربعمائة ألف، و أربعة عشر ألفا و ثمانمائة درهم. قاله ابن جرير. فبلغ بجنوده خليج البحر الّذي على القسطنطينية، و صاحب الرم يومئذ أغسطة امرأة أليون، و معها ابنها في حجرها من الملك الّذي توفى عنها، فطلبت الصلح من الرشيد على أن تدفع له سبعين ألف دينار في كل سنة، فقبل ذلك منها، و ذلك بعد ما قتل من الروم في الوقائع أربعة و خمسين ألفا و أسر من الذراري خمسة آلاف رأس و ستمائة و أربعة و أربعين رأسا، و قتل من الأسرى ألفى قتيل صبرا، و غنم من الدواب أدواتها عشرين ألف فرس، و ذبح من البقر و الغنم مائة ألف رأس. و بيع البرذون بدرهم و البغل بأقل من عشرة دراهم، و الدرع بأقل من درهم و عشرون سيفا بدرهم. فقال في ذلك مروان بن أبى حفصة:

أطفت بقسطنطينية الروم مسندا* * * إليها القنا حتى اكتسى الذل سورها

و ما رمتها حتى أتتك ملوكها* * * بجزيتها و الحرب تغلي قدورها

و حج بالناس صالح بن أبى جعفر المنصور، و فيها توفى سليمان بن المغيرة، و عبد اللَّه بن العلاء ابن دبر، و عبد الرحمن بن نائب بن ثوبان. و وهب بن خالد.

ثم دخلت سنة ست و ستين و مائة

في المحرم منها قدم الرشيد من بلاد الروم فدخل بغداد في أبهة عظيمة و معه الروم يحملون الجزية من الذهب و غيره. و فيها أخذ المهدي البيعة لولده هارون من بعد موسى الهادي، و لقب بالرشيد.

و فيها سخط المهدي على يعقوب بن داود و كان قد حظي عنده حتى استوزره و ارتفعت منزلته في الوزارة حتى فوض إليه جميع أمر الخلافة، و في ذلك يقول بشار بن برد:-

بنى أمية هبوا طال نومكم‌* * * إن الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتكم يا قوم فاطلبوا* * * خليفة اللَّه بين الخمر [1] و العود


[1] رواية ابن جرير: بين الدّف و العود.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست