responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 146

كثير، و كان يرى الناس قمرا يرى من مسيرة شهرين ثم يغيب، فعظم اعتقادهم له و منعوه بالسلاح، و كان يزعم لعنه اللَّه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا أن اللَّه ظهر في صورة آدم، و لهذا سجدت له الملائكة، ثم في نوح، ثم في الأنبياء واحدا واحدا، ثم تحول إلى أبى مسلم الخراساني، ثم تحول إليه. و لما حاصره المسلمون في قلعته التي كان جددها بناحية كش مما وراء النهر و يقال لها سنام، تحسى هو و نساؤه سما فماتوا و استحوذ المسلمون على حواصله و أمواله.

و فيها جهز المهدي البعوث من خراسان و غيرها من البلاد لغزو الروم، و أمرّ على الجميع ولده هارون الرشيد، و خرج من بغداد مشيعا له، فسار معه مراحل و استخلف على بغداد ولده موسى الهادي، و كان في هذا الجيش الحسين بن قحطبة و الربيع الحاجب و خالد بن برمك- و هو مثل الوزير للرشيد ولى العهد- و يحيى بن خالد- و هو كاتبه و إليه النفقات- و ما زال المهدي مع ولده مشيعا له حتى بلغ الرشيد إلى بلاد الروم، و ارتاد هناك المدينة المسماة بالمهدية في بلاد الروم، ثم رجع إلى الشام و زار بيت المقدس، فسار الرشيد إلى بلاد الروم في جحافل عظيمة، و فتح اللَّه عليهم فتوحات كثيرة، و غنموا أموالا جزيلة جدا، و كان لخالد بن برمك في ذلك أثر جميل لم يكن لغيره، و بعثوا بالبشارة مع سليمان بن برمك إلى المهدي فأكرمه المهدي و أجزل عطاءه.

و فيها عزل المهدي عمه عبد الصمد بن على عن الجزيرة و ولى عليها زفر بن عاصم الهلالي، ثم عزله و ولى عبد اللَّه بن صالح بن على. و فيها ولى المهدي ولده هارون الرشيد بلاد المغرب و أذربيجان و أرمينية، و جعل على رسائله يحيى بن خالد بن برمك، و ولى و عزل جماعة من النواب. و حج بالناس فيها على بن المهدي.

و فيها توفى إبراهيم بن طهمان، و حريز بن عثمان الحمصي الرحبيّ، و موسى بن على اللخمي المصري و شعيب بن أبى حمزة، و عيسى بن على بن عبد اللَّه بن عباس عم السفاح، و إليه ينسب قصر عيسى، و نهر عيسى ببغداد، قال يحيى بن معين: كان له مذهب جميل، و كان معتزلا للسلطان. توفى في هذه السنة عن ثمان و سبعين سنة. و همام بن يحيى، و يحيى بن أبى أيوب المصري، و عبيدة بنت أبى كلاب العابدة، بكت من خشية اللَّه أربعين سنة حتى عميت. و كانت تقول: أشتهى الموت فانى أخشى أن أجنى على نفسي جناية تكون سبب هلاكي يوم القيامة.

ثم دخلت سنة أربع و ستين و مائة

فيها غزا عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بلاد الروم، فأقبل إليه ميخائيل البطريق في نحو من تسعين ألفا، فيهم طازاذ الأرمني البطريق ففشل عنه عبد الكبير و منع المسلمين من القتال و انصرف راجعا- فأراد المهدي ضرب عنقه فكلم فيه فحبسه في المطبق.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست