responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 13

في وسطهم، و كانت الهزيمة، فهرب أهل حمص و تفرقوا، فاتبعهم الناس يقتلون و يأسرون، ثم تنادوا بالكف عنهم على أن يبايعوا ليزيد بن الوليد، و أسروا منهم جماعة، منهم أبو محمد السفياني و يزيد ابن خالد بن معاوية، ثم ارتحل سليمان و عبد العزيز فنزلا عذراء و معهم الجيوش و أشراف الناس، و أشراف أهل حمص من الأسارى و من استجاب من غير أسر، بعد ما قتل منهم ثلاثمائة نفس، فدخلوا بهم على يزيد بن الوليد، فأقبل عليهم و أحسن إليهم و صفح عنهم، و أطلق الأعطيات لهم، لا سيما لأشرافهم، و ولى عليهم الّذي اختاروه و هو معاوية بن يزيد بن الحصين، و طابت عليه أنفسهم، و أقاموا عنده في دمشق سامعين مطيعين له.

و فيها بايع أهل فلسطين يزيد بن سليمان بن عبد الملك، و ذلك أن بنى سليمان كانت لهم أملاك هناك، و كانوا يتركونها يبذلونها لهم، و كان أهل فلسطين يحبون مجاورتهم، فلما قتل الوليد بن يزيد كتب سعيد بن روح بن زنباع- و كان رئيس تلك الناحية- إلى يزيد بن سليمان بن عبد الملك يدعوهم إلى المبايعة له، فأجابوه إلى ذلك. فلما بلغ أهل الأردن خبرهم بايعوا أيضا محمد بن عبد الملك ابن مروان، و أمروه عليهم، فلما انتهى خبرهم إلى يزيد بن الوليد أمير المؤمنين بعث إليهم الجيوش مع سليمان بن هشام في الدماشقة و أهل حمص الذين كانوا مع السفياني، فصالحهم أهل الأردن أولا و رجعوا إلى الطاعة، و كذلك أهل فلسطين. و كتب يزيد بن الوليد ولاية الامرة بالرملة و تلك النواحي إلى أخيه إبراهيم بن الوليد، و استقرت الممالك هنالك، و قد خطب أمير المؤمنين يزيد ابن الوليد الناس بدمشق فحمد اللَّه و أثنى عليه بما هو أهله ثم قال:

أما بعد أيها الناس، أما و اللَّه ما خرجت أشرا و لا بطرا و لا حرصا على الدنيا، و لا رغبة في الملك، و ما بى إطراء نفسي إني لظلوم لنفسي، إن لم يرحمني ربى فانى هالك، و لكنى خرجت غضبا للَّه و لرسوله و لدينه، و داعيا إلى اللَّه و كتابه و سنة نبيه محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، لما هدمت معالم الدين، و أطفئ نور أهل التقوى، و ظهر الجبار العنيد المستحل لكل حرمة، و الراكب كل بدعة، مع أنه و اللَّه ما كان مصدقا بالكتاب، و لا مؤمنا بيوم الحساب، و إنه لابن عمى في النسب، و كفوي في الحسب، فلما رأيت ذلك استخرت اللَّه في أمره، و سألته أن لا يكلني إلى نفسي، و دعوت إلى ذلك من أجابني من أهل ولايتي، و سعيت فيه حتى أراح اللَّه منه العباد و البلاد، بحول اللَّه و قوته لا بحولي و لا بقوتي.

أيها الناس! إن لكم على أن لا أضع حجرا على حجر، و لا لبنة على لبنة، و لا أكرى نهرا و لا أكثر مالا و لا أعطيه زوجة، و لا ولدا، و لا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد ثغر ذلك البلد، و خصاصة أهله بما يغنيهم، فان فضل عن ذلك فضل نقلته إلى البلد الّذي يليه ممن هو أحوج إليه، و لا أجمّركم في ثغوركم فأفتنكم و أفتن أهليكم، و لا أغلق بابي دونكم فيأكل قويكم ضعيفكم، و لا أحمل على أهل‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست