responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 137

[يظهر تسبيحا و لا شيئا و لا أكل مع أحد طعاما إلا كان آخر من يرفع يديه.] [1]

و قال عبد اللَّه بن المبارك: كان إبراهيم رجلا فاضلا له سرائر و معاملات بينه و بين اللَّه عز و جل و ما رأيته يظهر تسبيحا و لا شيئا من عمله، و لا أكل مع أحد طعاما إلا كان آخر من يرفع يده. و قال بشر بن الحارث الحافى: أربعة رفعهم اللَّه بطيب المطعم، إبراهيم بن أدهم، و سليمان بن الخواص و وهيب بن الورد، و يوسف بن أسباط. و روى ابن عساكر من طريق معاوية بن حفص قال:

إنما سمع إبراهيم بن أدهم حديثا واحدا فأخذ به فساد أهل زمانه.

قال: حدثنا منصور عن ربعي بن خراش قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فقال: يا رسول اللَّه دلني على عمل يحبني اللَّه عليه و يحبني الناس قال: «إذا أردت أن يحبك اللَّه فابغض الدنيا، و إذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم»

و قال ابن أبى الدنيا: حدثنا أبو الربيع عن إدريس قال: جلس إبراهيم إلى بعض العلماء فجعلوا يتذاكرون الحديث و إبراهيم ساكت، ثم قال: حدثنا منصور ثم سكت فلم ينطق بحرف حتى قام من ذلك المجلس: فعاتبه بعض أصحابه في ذلك! فقال. إني لأخشى مضرة ذلك المجلس في قلبي إلى اليوم. و قال رشدين بن سعد: مر إبراهيم بن أدهم بالأوزاعي و حوله حلقة فقال:

لو أن هذه الحلقة على أبى هريرة لعجز عنهم. فقام الأوزاعي و تركهم. و قال إبراهيم بن بشار قيل لابن أدهم: لم تركت الحديث؟ فقال: إني مشغول عنه بثلاث، بالشكر على النعم، و بالاستغفار من الذنوب، و بالاستعداد للموت، ثم صاح و غشي عليه فسمعوا هاتفا يقول: لا تدخلوا بيني و بين أوليائي.

و قال أبو حنيفة يوما لإبراهيم بن أدهم: قد رزقت من العبادة شيئا صالحا فليكن العلم من بالك فإنه رأس العبادة و قوام الدين. فقال له إبراهيم: و أنت فليكن العبادة و العمل بالعلم من بالك و إلا هلكت. و قال إبراهيم: ما ذا أنعم اللَّه على الفقراء لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة و لا عن حج و لا عن جهاد و لا عن صلة رحم، و إنما يسأل و يحاسب هؤلاء المساكين الأغنياء. و قال شقيق بن إبراهيم:

لقيت ابن أدهم بالشام و قد كنت رأيته بالعراق و بين يديه ثلاثون شاكريا. فقلت له: تركت ملك خراسان، و خرجت من نعمتك؟ فقال: اسكت ما تهنيت بالعيش إلا هاهنا، أفر بديني من شاهق إلى شاهق، فمن يراني يقول هو موسوس أو حمال أو ملاح، ثم قال: بلغني أنه يؤتى بالفقير يوم القيامة فيوقف بين يدي اللَّه فيقول له: يا عبدي مالك لم تحج؟ فيقول: يا رب لم تعطني شيئا أحج به.

فيقول اللَّه: صدق عبدي اذهبوا به إلى الجنة. و قال أقمت بالشام أربعا و عشرين سنة لم أقم بها لجهاد و لا رباط إنما نزلتها لأشبع من خبز حلال. و قال: الحزن حزنان حزن لك و حزن عليك، فحزنك على الآخرة لك، و حزنك على الدنيا و زينتها عليك. و قال: الزهد ثلاثة، واجب،


[1] زيادة من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست