responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 136

من قربوس سرجي: ما لهذا خلقت، و لا بهذا أمرت. قال: فوقفت و قلت: انتهيت انتهيت، جاءني نذير من رب العالمين. فرجعت إلى أهلي فخليت عن فرسي و جئت إلى بعض رعاة أبى فأخذت منه جبة و كساء ثم ألقيت ثيابي إليه، ثم أقبلت إلى العراق فعملت بها أياما فلم يصف لي بها الحلالى، فسألت بعض المشايخ عن الحلال فأرشدنى إلى بلاد الشام فأتيت طرسوس فعملت بها أياما انظر البساتين و أحصد الحصاد، و كان يقول: ما تهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام. أفر بديني من شاهق إلى شاهق و من جبل إلى جبل، فمن يراني يقول هو موسوس. ثم دخل البادية و دخل مكة و صحب الثوري و الفضيل بن عياض و دخل الشام و مات بها، و كان لا يأكل إلا من عمل يديه مثل الحصاد و عمل الفاعل و حفظ البساتين و غير ذلك. و ما روى عنه أنه وجد رجلا في البادية فعلمه اسم اللَّه الأعظم فكان يدعو به حتى رأى الخضر فقال له: إنما علمك أخى داود اسم اللَّه الأعظم، ذكره القشيري و ابن عساكر عنه باسناد لا يصح. و فيه أنه قال له: إن إلياس علمك اسم اللَّه الأعظم.

و قال إبراهيم: أطب مطعمك و لا عليك أن لا تقوم الليل و لا تصوم النهار.

و ذكر أبو نعيم عنه أنه كان أكثر دعائه اللَّهمّ انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك. و قيل له إن اللحم قد غلا فقال: ارخصوه أي لا تشتروه فإنه يرخص. و قال بعضهم: هتف به الهاتف من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث‌ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ‌ اتّق اللَّه و عليك بالزاد ليوم القيامة. فنزل عن دابته و رفض الدنيا و أخذ في عمل الآخرة. و روى ابن عساكر باسناد فيه نظر في ابتداء أمره قال: بينما أنا يوما في منظرة لي ببلخ، و إذا شيخ حسن الهيئة حسن اللحية قد استظل بظلها فأخذ بمجامع قلبي، فأمرت غلاما فدعاه فدخل فعرضت عليه الطعام فأبى فقلت: من أين أقبلت؟ قال: من وراء النهر. قلت: أين تريد؟ قال الحج. قلت في هذا الوقت؟- و قد كان أول يوم من ذي الحجة أو ثانيه- فقال: يفعل اللَّه ما يشاء. فقلت: الصحبة.

قال: إن أحببت ذلك فموعدك الليل، فلما كان الليل جاءني فقال: قم بسم اللَّه فأخذت ثياب سفري و سرنا نمشي كأنما الأرض تجذب من تحتنا، و نحن نمر على البلدان و نقول: هذه فلانة هذه فلانة، فإذا كان الصباح فارقنى و يقول: موعدك الليل، فإذا كان الليل جاءني ففعلنا مثل ذلك.

فانتهينا إلى مدينة النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) ثم سرنا إلى مكة فجئناها ليلا فقضينا الحج مع الناس ثم رجعنا إلى الشام فزرنا بيت المقدس و قال: إني عازم على المقام بالشام، ثم رجعت أنا إلى بلدي بلخ كسائر الضعفاء حتى رجعنا إليها و لم أسأله عن اسمه، فكان ذلك أول أمرى.

[و روى من وجه آخر فيه نظر. و قال أبو حاتم الرازيّ عن أبى نعيم عن سفيان الثوري قال:

كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل، و لو كان في الصحابة كان رجلا فاضلا له سرائر و ما رأيته‌]

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست