responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 135

ابن عبد الرحمن بن أبى ليلى- و قيل ابن شبرمة- فادعى عليه عنده فأنكر اليهودي فشهد عليه أبو دلامة و ابنه، فلم يستطع القاضي أن يرد شهادتهما و خاف من طلب التزكية فأعطى الطبيب المدعى المال من عنده و أطلق اليهودي. و جمع القاضي بين المصالح. توفى أبو دلامة في هذه السنة، و قيل إنه أدرك خلافة الرشيد سنة سبعين فاللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة ثنتين و ستين و مائة

فيها خرج عبد السلام بن هاشم اليشكري بأرض قنسرين و اتبعه خلق كثير، و قويت شوكته فقاتله جماعة من الأمراء فلم يقدروا عليه، و جهز إليه المهدي جيوشا و أنفق فيهم أموالا فهزمهم مرات ثم آل الأمر به أن قتل بعد ذلك. و فيها غزا الصائفة الحسن بن قحطبة في ثمانين ألفا من المرتزقة سوى المتطوعة، فدمر الروم و حرق بلدانا كثيرة، و خرب أماكن و أسر خلقا من الذراري. و كذلك غزا يزيد بن أبى أسيد السلمي بلاد الروم من باب قاليقلا فغنم و سلم و سبى خلقا كثيرا.

و فيها خرجت طائفة بجرجان فلبسوا الحمرة مع رجل يقال له عبد القهار، فغزاه عمرو بن العلاء من طبرستان فقهر عبد القهار و قتله و أصحابه. و فيها أجرى المهدي الأرزاق في سائر الأقاليم و الآفاق على المجذّمين و المحبوسين، و هذه مثوبة عظيمة و مكرمة جسيمة. و فيها حج بالناس إبراهيم بن جعفر بن المنصور.

و فيها توفى من الأعيان:

إبراهيم بن أدهم‌

أحد مشاهير العباد و أكابر الزهاد. كانت له همة عالية في ذلك (رحمه اللَّه). فهو إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن عامر بن إسحاق التميمي، و يقال له العجليّ، أصله من بلخ ثم سكن الشام و دخل دمشق، و روى الحديث عن أبيه و الأعمش و محمد بن زياد صاحب أبى هريرة و أبى إسحاق السبيعي و خلق. و حدث عنه خلق منهم بقية و الثوري و أبو إسحاق الفزاري و محمد بن حميد. و حكى عنه الأوزاعي.

و روى ابن عساكر من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجزري عن إبراهيم بن أدهم عن محمد بن زياد عن أبى هريرة. قال: «دخلت على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو يصلى جالسا فقلت:

يا رسول اللَّه إنك تصلى جالسا فما أصابك؟ قال: الجوع يا أبا هريرة. قال: فبكيت فقال: لا تبك فان شدة يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا».

و من طريق بقية عن إبراهيم بن أدهم حدثني أبو إسحاق الهمدانيّ عن عمارة بن غزية عن أبى هريرة. قال قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «إن الفتنة تجي‌ء فتنسف العباد نسفا، و ينجو العالم منها بعلمه».

قال النسائي: إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد. و ذكر أبو نعيم و غيره أنه كان ابن ملك من ملوك خراسان، و كان قد حبب إليه الصيد، قال: فخرجت مرة فأثرت ثعلبا فهتف بى‌هاتف‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست