responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 134

و زائدة بن قدامة و سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أحد أئمة الإسلام و عبادهم و المقتدى به أبو عبد اللَّه الكوفي. روى عن غير واحد من التابعين و روى عنه خلق من الأئمة و غيرهم، قال شعبة و أبو عاصم و سفيان بن عيينة و يحيى بن معين و غير واحد: هو أمير المؤمنين في الحديث.

و قال ابن المبارك: كتبت عن ألف شيخ و مائة شيخ هو أفضلهم. و قال أيوب: ما رأيت كوفيا أفضله عليه. و قال يونس بن عبيد: ما رأيت أفضل منه. و قال عبد اللَّه: ما رأيت أفقه من الثوري. و قال شعبة: ساد الناس بالورع و العلم. و قال: أصحاب المذاهب ثلاثة: ابن عباس في زمانه و الشعبي في زمانه، و الثوري في زمانه. و قال الامام أحمد: لا يتقدمه في قلبي أحد. ثم قال: تدري من الامام؟ الامام سفيان الثوري. و قال عبد الرزاق: سمعت الثوري يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني حتى إني لأمرّ بالحائك يتغنى فأسد أذنى مخافة أن أحفظ ما يقول. و قال: لأن أترك عشرة آلاف دينار يحاسبني اللَّه عليها أحب إلى من أن أحتاج إلى الناس.

قال محمد بن سعد: أجمعوا أنه توفى بالبصرة سنة إحدى و ستين و مائة، و كان عمره يوم مات أربعا و ستين سنة، و رآه بعضهم في المنام يطير في الجنة من نخلة إلى نخلة، و من شجرة إلى شجرة، و هو يقرأ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ‌ الآية. و قال: إذا ترأس الرجل سريعا أخر بكثير من العلم.

و ممن توفى فيها:

أبو دلامة

زيد بن الجون الشاعر الماجن، أحد الظرفاء، أصله من الكوفة و أقام ببغداد و حظي عند المنصور لأنه كان يضحكه و ينشده الأشعار و يمدحه، حضر يوما جنازة امرأة المنصور- و كانت ابنة عمه- يقال لها حمادة بنت عيسى، و كان المنصور قد حزن عليها، فلما سووا عليها التراب و كان أبو دلامة حاضرا، فقال له المنصور: ويحك يا أبا دلامة، ما أعددت لهذا اليوم؟ فقال: ابنة عم أمير المؤمنين. فضحك المنصور حتى استلقى، ثم قال: ويحك فضحتنا. و دخل يوما على المهدي يهنئه بقدومه من سفره و أنشده:

إني حلفت لئن رأيتك سالما* * * و بقرى العراق و أنت ذو وفر

لتصلين على النبي محمد* * * و لتملأن دراهما حجري‌

فقال المهدي: أما الأول فنعم، نصلي على النبي محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، و أما الثاني فلا. فقال: يا أمير المؤمنين هما كلمتان فلا تفرق بينهما. فأمر أن يملأ حجره دراهم، ثم قال له: قم! فقال: ينخرق منها قميصي فأفرغت منه في أكياسها ثم قام فحملها و ذهب. و ذكر عنه ابن خلكان أنه مرض ابن له فداواه طبيب فلما عوفي قال له: ليس عندنا ما نعطيك، و لكن ادّع على فلان اليهودي بمبلغ ما تستحقه عندنا من أجرتك حتى أشهد أنا و ولدى عليه بالمبلغ المذكور. قال: فذهب الطبيب إلى قاضى الكوفة محمد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست