responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 133

و روى عن أمم من التابعين، و حدث عنه خلق من مشايخه و أقرانه و أئمة الإسلام. و هو شيخ المحدثين الملقب فيهم بأمير المؤمنين قاله الثوري. و قال يحيى بن معين: هو إمام المتقين، و كان في غاية الزهد و الورع و التقشف و الحفظ و حسن الطريقة. و قال الشافعيّ: لولاه ما عرف الحديث بالعراق.

و قال الامام أحمد: كان أمة وحده في هذا الشأن، و لم يكن في زمانه مثله. و قال محمد بن سعد: كان ثقة مأمونا حجة صاحب حديث. و قال وكيع: إني لأرجو أن يرفع اللَّه لشعبة في الجنة درجات بذبه عن حديث رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم). و قال صالح بن محمد بن حرزة: كان شعبة أول من تكلم في الرجال و تبعه يحيى القطان ثم أحمد و ابن معين. و قال ابن مهدي: ما رأيت أعقل من مالك، و لا أشد تقشفا من شعبة، و لا أنصح للأمة من ابن المبارك، و لا أحفظ للحديث من الثوري. و قال مسلم بن إبراهيم: ما دخلت على شعبة في وقت صلاة الا و رأيته يصلى، و كان أبا للفقراء و أما لهم. و قال النضر ابن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين منه، كان إذا رأى مسكينا لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عنه.

و قال غيره: ما رأيت أعبد منه لقد عبد اللَّه حتى لصق جلده بعظمه. و قال يحيى القطان: ما رأيت أرق للمسكين منه، كان يدخل المسكين في منزله فيعطيه ما أمكنه. قال محمد بن سعد و غيره: مات في أول سنة ستين و مائة في البصرة عن ثمان و سبعين سنة.

ثم دخلت سنة إحدى و ستين و مائة

فيها غزا الصائفة ثمامة بن الوليد فنزل دابق، و جاشت الروم عليه فلم يتمكن المسلمون من الدخول إليها بسبب ذلك. و فيها أمر المهدي بحفر الركايا و عمل المصانع و بناء القصور في طريق مكة و ولى يقطين بن موسى على ذلك، فلم يزل يعمل في ذلك إلى سنة إحدى و سبعين و مائة، مقدار عشر سنين، حتى صارت طريق الحجاز من العراق من أرفق الطرقات و آمنها و أطيبها. و فيها وسع المهدي جامع البصرة من قبلته و غربة. و فيها كتب إلى الآفاق أن لا تبقى مقصورة في مسجد جماعة، و أن تقصر المنابر إلى مقدار منبر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، ففعل ذلك في المدائن كلها. و فيها اتضعت منزلة أبى عبيد اللَّه وزير المهدي و ظهرت عنده خيانته فضم إليه المهدي من يشرف عليه، و كان ممن ضم إليه إسماعيل بن علية، ثم أبعده و أقصاه و أخرجه من معسكره. و فيها ولى القضاء عافية بن يزيد الأزدي و كان يحكم هو و ابن علاثة في عسكر المهدي بالرصافة. و فيها خرج رجل يقال له المقنع بخراسان في قرية في قرى مرو، و كان يقول بالتناسخ و اتبعه على ذلك خلق كثير، فجهز إليه المهدي عدة من أمرائه و أنفذ إليه جيوشا كثيرة، منهم معاذ بن مسلم أمير خراسان، و كان من أمره و أمرهم ما سنذكره.

و حج بالناس فيها موسى الهادي بن المهدي. و فيها توفى إسرائيل بن يونس بن إسحاق السبيعي‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست