responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 132

و نصبوا عليها المجانيق، و رموها بالنفط فاحرقوا منها طائفة، و هلك بشر كثير من أهلها، و فتحوها عنوة و أرادوا الانصراف فلم يمكنهم ذلك لاعتلاء البحر، فأقاموا هنالك فأصابهم داء في أفواههم يقال له حمام قرّ فمات منهم ألف نفس منهم الربيع بن صبيح، فلما أمكنهم المسير ركبوا في البحر فهاجت عليهم ريح فغرق طائفة أيضا، و وصل بقيتهم إلى البصرة و معهم سبى كثير، فيهم بنت ملكهم. و فيها حكم المهدي بالحاق ولد أبى بكرة الثقفي إلى ولاء رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و قطع نسبهم من ثقيف، و كتب بذلك كتابا إلى والى البصرة. و قطع نسبه من زياد و من نسب نافع ففي ذلك يقول بعض الشعراء و هو خالد النجار:-

إن زيادا و نافعا و أبا* * * بكرة عندي من أعجب العجب‌

ذا قرشي كما يقول و ذا* * * مولى و هذا بزعمه عربي‌

و قد ذكر ابن جرير أن نائب البصرة لم ينفذ ذلك.

و في هذه السنة حج بالناس المهدي و استخلف على بغداد ابنه موسى الهادي، و استصحب معه ابنه هارون الرشيد و خلقا من الأمراء، منهم يعقوب بن داود على منزلته و مكانته، و كان الحسن ابن إبراهيم قد هرب من الخادم فلحق بأرض الحجاز، فاستأمن له يعقوب بن داود فأحسن المهدي صلته و أجزل جائزته، و فرق المهدي في أهل مكة مالا كثيرا جدا، كان قد قدم معه بثلاثين ألف ألف درهم و مائة ألف ثوب، و جاء من مصر ثلاثمائة ألف دينار و من اليمن مائتا ألف دينار، فأعطاها كلها في أهل مكة و المدينة. و شكت الحجبة إلى المهدي أنهم يخافون على الكعبة أن تنهدم من كثرة ما عليها من الكساوى، فأمر بتجريدها، فلما انتهوا إلى كساوى هشام بن عبد الملك وجدها من ديباج ثخين جدا، فأمر بإزالتها و بقيت كساوى الخلفاء قبله و بعده، فلما جردها طلاها بالخلوق و كساها كسوة حسنة جدا، و يقال إنه استفتى مالكا في إعادة الكعبة إلى ما كانت عليه من بناية ابن الزبير، فقال مالك: دعها فانى أخشى أن يتخذها الملوك ملعبة. فتركها على ما هي.

و حمل له محمد بن سليمان نائب البصرة الثلج إلى مكة، و كان أول خليفة حمل له الثلج إليها.

و لما دخل المدينة وسع المسجد النبوي، و كان فيه مقصورة فأزالها و أراد أن ينقص من المنبر ما كان زاده معاوية بن أبى سفيان فقال له مالك: إنه يخشى أن ينكسر خشبة العتيق إذا زعزع، فتركه.

و تزوج من المدينة رقية بنت عمرو العثمانية، و انتخب من أهلها خمسمائة من أعيانها ليكونوا حوله حرسا بالعراق و أنصارا و أجرى عليهم أرزاقا غير أعطياتهم و أقطعهم أقطاعا معروفة بهم.

و فيها توفى الربيع بن صبيح، و سفيان بن حسين، أحد أصحاب الزهري، و شعبة بن الحجاج بن الورد العتكيّ الأزدي أبو بسطام الواسطي، ثم انتقل إلى البصرة. رأى شعبة الحسن و ابن سيرين،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست