responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 131

و فيها توفى عبد العزيز بن أبى روّاد، و عكرمة بن عمار، و مالك بن مغول، و محمد بن عبد الرحمن ابن أبى ذيب المدني: نظير مالك بن أنس في الفقه، و ربما أنكر على مالك أشياء ترك الأخذ فيها ببعض الأحاديث، كان يراها مالك من إجماع أهل المدينة و غير ذلك من المسائل.

ثم دخلت سنة ستين و مائة

فيها خرج رجل بخراسان على المهدي منكرا عليه أحواله و سيرته و ما يتعاطاه، يقال له يوسف البرم، و التف عليه خلق كثير، و تفاقم الأمر و عظم الخطب به، فتوجه إليه يزيد بن مزيد فلقيه فاقتتلا قتالا شديدا حتى تنازلا و تعانقا، فأسر يزيد بن مزيد يوسف هذا، و أسر جماعة من أصحابه فبعثهم إلى المهدي فأدخلوا عليه، و قد حملوا على جمال محولة وجوههم إلى ناحية أذناب الإبل، فأمر الخليفة هرثمة أن يقطع يدي يوسف و رجليه ثم تضرب عنقه و أعناق من معه و صلبهم على جسر دجلة الأكبر مما يلي عسكر المهدي و أطفأ اللَّه ثائرتهم و كفى شرهم.

ذكر البيعة لموسى الهادي‌

ذكرنا أن المهدي ألحّ على عيسى بن موسى أن يخلع نفسه و هو مع كل ذلك يمتنع و هو مقيم بالكوفة، فبعث إليه المهدي أحد القواد الكبار و هو أبو هريرة محمد بن فروخ في ألف من أصحابه لإحضاره إليه، و أمر كل واحد منهم أن يحمل طبلا، فإذا واجهوا الكوفة عند إضاءة الفجر ضرب كل واحد منهم على طبله، ففعلوا ذلك فارتجت الكوفة، و خاف عيسى بن موسى، فلما انتهوا إليه دعوه إلى حضرة الخليفة فأظهر أنه يشتكي، فلم يقبلوا ذلك منه بل أخذوه معهم فدخلوا به على الخليفة في يوم الخميس لثلاث خلون من المحرم من هذه السنة، فاجتمع عليه وجوه بنى هاشم و القضاة و الأعيان و سألوه في ذلك و هو يمتنع، ثم لم يزل الناس به بالرغبة و الرهبة حتى أجاب في يوم الجمعة لأربع مضين من المحرم بعد العصر. و بويع لولدي المهدي موسى و هارون الرشيد صباحة يوم الخميس لثلاث بقين من المحرم و جلس المهدي في قبة عظيمة في إيوان الخلافة، و دخل الأمراء فبايعوا ثم نهض فصعد المنبر و جلس ابنه موسى الهادي تحته، و قام عيسى بن موسى على أول درجة، و خطب المهدي فأعلم الناس بما وقع من خلع عيسى بن موسى نفسه و أنه قد حلل الناس من الايمان التي له في أعناقهم و جعل ذلك إلى موسى الهادي. فصدق عيسى بن موسى ذلك و بايع المهدي على ذلك. ثم نهض الناس فبايعوا الخليفة على حسب مراتبهم و أسنانهم، و كتب على عيسى بن موسى مكتوبا مؤكدا بالايمان البالغة من الطلاق و العتاق، و أشهد عليه جماعة الأمراء و الوزراء و الأعيان بنى هاشم و غيرهم و أعطاه ما ذكرنا من الأموال و غيرها.

و فيها دخل عبد الملك بن شهاب المسمعي مدينة باربد [1] من الهند في جحفل كبير فحاصروها


[1] و في بعض النسخ من تاريخ ابن جرير (نابد) و معنى بد: الصنم.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست