responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 12

و هي عشرة عشرة، و رده إياهم إلى ما كانوا عليه في زمن هشام، و يقال إن أول من لقبه بذلك مروان بن محمد، بويع له بالخلافة بعد مقتل الوليد بن يزيد، و ذلك ليلة الجمعة لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة من هذه السنة- حتى سنة ست و عشرين و مائة- و كان فيه صلاح و ورع قبل ذلك، فأول ما عمل انتقاصه من أرزاق الجند ما كان الوليد زادهم، و ذلك في كل سنة عشرة عشرة، فسمى الناقص لذلك، و يقال في المثل الأشج و الناقص أعدلا خلفاء بنى مروان- يعنى عمر بن عبد العزيز و هذا- و لكن لم تطل أيامه، فإنه توفى من آخر هذه السنة، و اضطربت عليه الأمور، و انتشرت الفتن و اختلفت كلمة بنى مروان فنهض سليمان بن هشام، و كان معتقلا في سجن الوليد بعمان فاستحوز على أموالها و حواصلها، و أقبل إلى دمشق فجعل يلعن الوليد و يعيبه و يرميه بالكفر، فأكرمه يزيد و رد عليه أمواله التي كان أخذها من الوليد، و تزوج يزيد أخت سليمان، و هي أم هشام بنت هشام، و نهض أهل حمص إلى دار العباس بن الوليد التي عندهم فهدموها، و حبسوا أهله و بنيه، و هرب هو من حمص فلحق بيزيد بن الوليد إلى دمشق، و أظهر أهل حمص الأخذ بدم الوليد بن يزيد، و أغلقوا أبواب البلد، و أقاموا النوائح و البواكي على الوليد، و كاتبوا الأجناد في طلب الأخذ بالثأر، فأجابهم إلى ذلك طائفة كبيرة منهم، على أن يكون الحكم بن الوليد بن يزيد الّذي أخذ له العهد هو الخليفة، و خلعوا نائبهم، و هو مروان بن عبد اللَّه بن عبد الملك بن مروان، ثم قتلوه و قتلوا ابنه و أمّروا عليهم معاوية بن يزيد بن حصين، فلما انتهى خبرهم إلى يزيد بن الوليد كتب إليهم كتابا مع يعقوب بن هانئ، و مضمون الكتاب أنه يدعو إلى أن يكون الأمر شورى، فقال عمرو ابن قيس: فإذا كان الأمر كذلك فقد رضينا بولي عهدنا الحكم بن الوليد، فأخذ يعقوب بلحيته و قال: ويحك! لو كان هذا الّذي تدعو إليه يتيما تحت حجرك لم يحل لك أن تدفع إليه ما له، فكيف أمر الأمة، فوثب أهل حمص على رسول يزيد بن الوليد فطردوهم عنهم و أخرجوهم من بين أظهرهم.

و قال لهم أبو محمد السفياني: لو قدمت دمشق لم يختلف على منهم اثنان، فركبوا معه و ساروا نحو دمشق و قد أمروا عليهم السفياني، فتلقاهم سليمان بن هشام في جيش كثيف قد جهزهم معه يزيد، و جهز أيضا عبد العزيز بن الوليد في ثلاثة آلاف يكونون عند ثنية العقاب، و جهز هشام بن مصاد المزي في ألف و خمسمائة ليكونوا على عقبة السلمية، فخرج أهل حمص فساروا و تركوا جيش سليمان ابن هشام ذات اليسار و تعدوه، فلما سمع بهم سليمان ساق في طلبهم فلحقهم عند السليمانية فجعلوا الزيتون عن أيمانهم و الجبل عن شمائلهم و الحيات من خلفهم، و لم يبق تخلص إليهم إلا من جهة واحدة، فاقتتلوا هنالك في قبالة الحر قتالا شديدا، فقتل طائفة كثيرة من الفريقين، فبينما هم كذلك إذ جاء عبد العزيز بن الوليد بمن معه فحمل على أهل حمص فاخترق جيشهم حتى ركب التل الّذي‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست