نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 128
كأنى بهذا القصر قد باد أهله* * * و أوحش منه أهله و منازله
و صار رئيس القصر من بعد بهجة* * * إلى جدث يبنى عليه جنادله
فما أقام في الخلد إلا أقل من سنة حتى مرض في طريق الحج، و دخل مكة مدنفا ثقيلا. و كانت وفاته ليلة السبت لست و قيل لسبع مضين من ذي الحجة، و كان آخر ما تكلم به أن قال: اللَّهمّ بارك لي في لقائك. و قيل: إنه قال يا رب إن كنت عصيتك في أمور كثيرة فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا اللَّه مخلصا. ثم مات. و كان نقش خاتمه: اللَّه ثقة عبد اللَّه و به يؤمن. و كان عمره يوم وفاته ثلاثا و ستين سنة على المشهور، منها ثنتان و عشرون سنة خليفة. و دفن بباب المعلاة (رحمه اللَّه). قال ابن جرير: و مما رثى به قول سلم الخاسر الشاعر:
عجبا للذي نعى الناعيان* * * كيف فاهت بموته الشفتان
ملك أن عدا على الدهر يوما* * * أصبح الدهر ساقطا للجران
ليت كفا حثت عليه ترابا* * * لم تعد في يمينها ببنان
حين دانت له البلاد على العسف* * * و أغضى من خوفه الثقلان
أين رب الزوراء قد قلدته* * * الملك عشرين حجة و اثنتان
إنما المرء كالزناد إذا مات* * * أخذته قوادح النيران
ليس يثنى هواه زجر و لا يقدح* * * في حبله ذوو الأذهان
قلدته أعنة الملك حتى* * * قاد أعداءه بغير عنان
يكسر الطرف دونه و ترى الأيدي* * * من خوفه على الأذقان
ضم أطراف ملكه ثم أضحى* * * خلف أقصاهم و دون الداني
هاشمي التشمير لا يحمل الثقل* * * على غارب الشرود الهدان
ذو أناة ينسى لها الخائف الخوف* * * و عزم يلوى بكل جنان
ذهبت دونه النفوس حذارا* * * غير أن الأرواح في الأبدان
و قد دفن عند باب المعلاة بمكة و لا يعرف قبره لأنه أعمى قبره، فان الربيع الحاجب حفر مائة قبر و دفنه في غيره لئلا يعرف.
ذكر أولاد المنصور
محمد المهدي و هو ولى عهده، و جعفر الأكبر مات في حياته، و أمهما أروى بنت منصور.
و عيسى، و يعقوب، و سليمان، و أمهم فاطمة بنت محمد من ولد طلحة بن عبيد اللَّه. و جعفر الأصغر من أم ولد كردية، و صالح المسكين من أم ولد رومية- يقال لها قالى الفراشة- و القاسم من أم
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 10 صفحه : 128