responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 129

ولد أيضا. و العالية من امرأة من بنى أمية.

ذكر خلافة المهدي بن المنصور

لما مات أبوه بمكة لست أو لسبع مضين من ذي الحجة من سنة ثمان و خمسين و مائة أخذت البيعة للمهدي من رءوس بنى هاشم و القواد الذين هم مع المنصور في الحج قبل دفنه، و بعث الربيع الحاجب بالبيعة مع البرد إلى المهدي و هو ببغداد، فدخل عليه البريد بذلك يوم الثلاثاء النصف من ذي الحجة، فسلم عليه بالخلافة و أعطاه الكتب بالبيعة، و بايعه أهل بغداد، و نفذت بيعته إلى سائر الآفاق. و ذكر ابن جرير أن المنصور قبل موته بيوم تحامل و تساند و استدعى بالأمراء فجدد البيعة لابنه المهدي، فتسارعوا إلى ذلك و تبادروا إليه. و حج بالناس في هذه السنة إبراهيم بن يحيى بن محمد ابن على بن عبد اللَّه بن عباس عن وصية عمه المنصور، و هو الّذي صلى عليه، و قيل إن الّذي صلى على المنصور عيسى بن موسى ولى العهد من بعد المهدي، و الصحيح الأول، لأنه كان نائب مكة و الطائف، و على إمرة المدينة عبد الصمد بن على، و على الكوفة عمرو بن زهير الضبيّ أخو المسيب ابن زهير أمير الشرطة للخليفة- و على خراسان حميد بن قحطبة، و على خراج البصرة و أرضها عمارة ابن حمزة، و على صلاتها و قضائها عبد اللَّه بن الحسن العنبري، و على أحداثها سعيد بن دعلج.

قال الواقدي: و أصاب الناس في هذه السنة و باب شديد فتوفى فيه خلق كثير و جم غفير، منهم أفلج بن حميد، و حيوة بن شريح، و معاوية بن صالح بمكة، و زفر بن الهذيل بن قيس بن سليم ثم ساق نسبه إلى معد بن عدنان، يقال له التميمي العنبري الكوفي الفقيه الحنفي، أقدم أصحاب أبى حنيفة وفاة، و أكثرهم استعمالا للقياس، و كان عابدا، و اشتغل أولا بعلم الحديث ثم غلب عليه الفقه و القياس. ولد سنة ست عشرة و مائة، و توفى سنة ثمان و خمسين و مائة عن ثنتين و أربعين سنة (رحمه اللَّه) و إيانا

. ثم دخلت سنة تسع و خمسين و مائة

استهلت هذه السنة و خليفة الناس أبو عبد اللَّه محمد بن المنصور المهدي، فبعث في أولها العباس ابن محمد إلى بلاد الروم في جيش كثيف، و ركب معهم مشيعا لهم، فساروا إليها فافتتحوا مدينة عظيمة الروم، و غنموا غنائم كثيرة و رجعوا سالمين لم يفقد منهم أحد. و فيها توفى حميد بن قحطبة نائب خراسان، فولى المهدي مكانه أبا عون عبد الملك بن يزيد، و ولى حمزة بن مالك سجستان، و ولى جبريل بن يحيى سمرقند و فيها بنى المهدي مسجد الرصافة و خندقها. و فيها جهز جيشا كثيفا إلى بلاد الهند فوصلوا إليها في السنة الآتية، و كان من أمرهم ما سنذكره. و فيها توفى نائب السند معبد بن الخليل فولى المهدي مكانه روح بن حاتم بمشورة وزيره أبى عبد اللَّه. و فيها أطلق المهدي من كان في السجون إلا من كان محبوسا على دم، أو من سعى في الأرض فسادا، أو من كان عنده‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست