responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 125

و قال ابن دريد عن الرياشي عن محمد بن سلام قال: رأت جارية للمنصور ثوبه مرقوعا فقالت:

خليفة و قميص مرقوع؟ فقال: ويحك أما سمعت ما قال ابن هرمة

قد يدرك الشرف الفتى و رداؤه‌* * * خلق و بعض قميصه مرقوع‌

و قال بعض الزهاد للمنصور: اذكر ليلة تبيت في القبر لم تبت قبلها ليلة مثلها، و اذكر ليلة تمخض عن يوم القيامة لا ليلة بعدها فأفحم المنصور قوله فأمر له بمال. فقال: لو احتجت إلى مالك ما وعظتك. و من شعره لما عزم على قتل أبى مسلم:

إذا كنت ذا رأى فكن ذا عزيمة* * * فان فساد الرأى أن يترددا

و لا تمهل الأعداء يوما لغدرة* * * و بادرهم أن يملكوا مثلها غدا

و لما قتله و رآه طريحا بين يديه قال:

قد اكتنفتك خلات ثلاث‌* * * جلبن عليك محتوم الحمام‌

خلافك و امتناعك من يميني‌* * * وقودك للجماهير العظام‌

و من شعره أيضا:

المرء يأمل أن يعيش‌* * * و طول عمر قد يضره‌

تبلى بشاشته و يبقى‌* * * بعد حلو العيش مره‌

و تخونه الأيام حتى‌* * * لا يرى شيئا يسره‌

كم شامت بى إن هلكت‌* * * و قائل للَّه دره‌

قالوا: و كان المنصور في أول النهار يتصدى للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و الولايات و العزل و النظر في مصالح العامة، فإذا صلى الظهر دخل منزله و استراح إلى العصر، فإذا صلاها جلس لأهل بيته و نظر في مصالحهم الخاصة، فإذا صلى العشاء نظر في الكتب و الرسائل الواردة من الآفاق، و جلس عنده من يسامره إلى ثلث الليل، ثم يقوم إلى أهله فينام في فراشه إلى الثلث الآخر، فيقوم إلى وضوئه و صلاته حتى يتفجر الصباح، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيجلس في إيوانه.

و قد ولى بعض العمال على بلد فبلغه أنه قد تصدى للصيد و أعد لذلك كلابا و بزاة، فكتب إليه ثكلتك أمك و عشيرتك، ويحك إنا إنما استكفيناك و استعملناك على أمور المسلمين، و لم نستكفك أمور الوحوش في البراري، فسلم ما تلى من عملنا إلى فلان و الحق بأهلك ملوما مدحورا.

و أتى يومى بخارجى قد هزم جيوش المنصور غير مرة فلما وقف بين يديه قال له المنصور: ويحك يا ابن الفاعلة! مثلك يهزم الجيوش؟ فقال الخارجي: ويلك سوأة لك بيني و بينك أمس السيف و القتل و اليوم القذف و السب، و ما يؤمنك أن أرد عليك و قد يئست من الحياة فما أستقبلها أبدا.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست