responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 122

على المشهور في صفر منها بالحمية من بلاد البلقاء، و كانت خلافته ثنتين و عشرين سنة إلا أياما، و كان أسمر اللون موفر اللمة خفيف اللحية، رحب الجبهة، أقنى الأنف، أعين كأن عينيه لسانان ناطقان، يخالطه أبهة الملك، و تقبله القلوب، و تتبعه العيون، يعرف الشرف في مواضعه، و العنف في صورته، و الليث في مشيته، هكذا وصفه بعض من رآه. و قد صح عن ابن عباس أنه قال:

«منا السفاح و المنصور» و في رواية «حتى نسلمها إلى عيسى بن مريم». و قد روى مرفوعا و لا يصح و لا وقفه أيضا. و ذكر الخطيب أن أمه سلامة قالت: رأيت حين حملت به كأنه خرج منى أسد فزأر واقفا على يديه، فما بقي أسد حتى جاء فسجد له. و قد رأى المنصور في صغره مناما غريبا كان يقول: ينبغي أن يكتب في ألواح الذهب، و يعلق في أعناق الصبيان. قال: رأيت كأنى في المسجد الحرام و إذا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في الكعبة و الناس مجتمعون حولها، فخرج من عنده مناد:

أين عبد اللَّه؟ فقام أخى السفاح يتخطى الرجال حتى جاء باب الكعبة فأخذ بيده فأدخله إياها، فما لبث أن خرج و معه لواء أسود. ثم نودي أين عبد اللَّه؟ فقمت أنا و عمى عبد اللَّه بن على نستبق، فسبقته إلى باب الكعبة فدخلتها، فإذا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أبو بكر و عمر و بلال، فعقد لي لواء و أوصاني بأمته و عممني عمامة كورها ثلاثة و عشرون كورا، و قال: «خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة».

و قد اتفق سجن المنصور في أيام بنى أمية فاجتمع به نوبخت المنجم و توسم فيه الرئاسة فقال له:

ممن تكون؟ فقال: من بنى العباس، فلما عرف منه نسبه و كنيته قال: أنت الخليفة الّذي تلى الأرض. فقال له: ويحك ما ذا تقول؟ فقال: هو ما أقول لك، فضع لي خطك في هذه الرقعة أن تعطيني شيئا إذا وليت. فكتب له، فلما أولى أكرمه المنصور و أعطاه و أسلم نوبخت على يديه، و كان قبل ذلك مجوسيا. ثم كان من أخص أصحاب المنصور. و قد حج المنصور بالناس سنة أربعين و مائة، و أحرم من الحيرة، و في سنة أربع و أربعين، و في سنة سبع و أربعين. و في سنة ثنتين و خمسين، ثم في هذه السنة التي مات فيه. و بنى بغداد و الرصافة و الرافقة و قصره الخلد.

قال الربيع بن يونس الحاجب: سمعت المنصور يقول: الخلفاء أربعة: أبو بكر و عمر و عثمان و على. و الملوك أربعة معاوية و عبد الملك بن مروان و هشام بن عبد الملك، و أنا. و قال مالك:

قال لي المنصور: من أفضل الناس بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)؟ فقلت: أبو بكر. و عمر. فقال: أصبت و ذلك رأى أمير المؤمنين. و عن إسماعيل البهري قال سمعت المنصور على منبر عرفة يوم عرفة يقول: أيها الناس؟ إنما أنا سلطان اللَّه في أرضه، أسوسكم بتوفيقه و رشده، و خازنه على ماله أقسمه بإرادته و أعطيه باذنه، و قد جعلني اللَّه عليه قفلا فان شاء أن يفتحنى لأعطياتكم و قسم أرزاقكم فتحني، و إذا شاء أن يقفلنى عليه قفلنى. فارغبوا إلى اللَّه أيها الناس و سلوه في هذا اليوم الشريف الّذي‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست