responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 121

المنصور كان قد غضب على خالد بن برمك، و ألزمه بحمل ثلاثة آلاف ألف، فضاق ذرعا بذلك، و لم يبق له مال و لا حال و عجز عن أكثرها، و قد أجله ثلاثة أيام، و أن يحمل ذلك في هذه الثلاثة الأيام و إلا فدمه هدر فجعل يرسل ابنه يحيى إلى أصحابه من الأمراء يستقرض منهم، فكان منهم من أعطاه مائة ألف، و منهم أقل و أكثر. قال يحيى بن خالد: فبينا أنا ذات يوم من تلك الأيام الثلاثة على جسر بغداد، و أنا مهموم في تحصيل ما طلب منا مما لا طاقة لنا به، إذ وثب إلى زاجر من أولئك الذين يكونون عند الجسر من الطرقية، فقال لي: ابشر، فلم ألتفت إليه، فتقدم إلى حتى أخذ بلجام فرسي ثم قال لي: أنت مهموم، ليفرجن اللَّه همك و لتمرن غدا في هذا الموضع و اللواء بين يديك، فان كان ما قلت لك حقا فلي عليك خمسة آلاف. فقلت: نعم. و لو قال خمسون ألفا لقلت نعم، لبعد ذلك عندي. و ذهبت لشأنى، و قد بقي علينا من الحمل ثلاثمائة ألف فورد الخبر إلى المنصور بانتقاض الموصل و انتشار الأكراد فيها، فاستشار المنصور الأمراء من يصلح للموصل؟

فأشار بعضهم بخالد بن برمك، فقال له المنصور: أو يصلح لذلك بعد ما فعلنا به؟ فقال: نعم! و أنا الضامن أنه يصلح لها، فأمر بإحضاره فولاه إياها و وضع عنه بقية ما كان عليه، و عقد له اللواء، و ولى ابنه يحيى أذربيجان و خرج الناس في خدمتهما. قال يحيى: فمررنا بالجسر فثار لي ذلك الزاجر فطالبني بما وعدته به، فأمرت له به فقبض خمسة آلاف.

و في هذه السنة خرج المنصور إلى الحج فساق الهدى معه، فلما جاوز الكوفة بمراحل أخذه وجه الّذي مات به و كان عنده سوء مزاج فاشتد عليه من شدة الحر و ركوبه في الهواجر، و أخذه إسهال و أفرط به، فقوى مرضه، و دخل مكة فتوفى بها ليلة السبت لست مضين من ذي الحجة، و صلى عليه و دفن بكذا عند ثنية باب المعلاة التي بأعلى مكة، و كان عمره يومئذ ثلاثا و قيل أربعا و قيل خمسا و ستين، و قيل إنه بلغ ثمانيا و ستين سنة فاللَّه أعلم. و قد كتم الربيع الحاجب موته حتى أخذ البيعة للمهدي من القوّاد و رءوس بنى هاشم، ثم دفن. و كان الّذي صلى عليه إبراهيم بن يحيى بن محمد بن على، و هو الّذي أقام للناس الحج في هذه السنة.

و هذه ترجمة المنصور

هو عبد اللَّه بن محمد بن على بن عبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو جعفر المنصور.

و كان أكبر من أخيه أبى العباس السفاح، و أمه أم ولد اسمها سلامة. روى عن جده عن ابن عباس «أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) كان يتختم في يمينه» أورده ابن عساكر من طريق محمد بن إبراهيم السلمي عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن أبيه المنصور به، بويع له بالخلافة بعد أخيه في ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة، و عمره يومئذ إحدى و أربعون سنة، لأنه ولد في سنة خمس و تسعين‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست